الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

الفكر الموسوعي في عُمان

تُعرَّف الموسوعات ـ بحسب علي نملة في كتابه (الموسوعات الفردية) ـ بأنها: «تلخيص منظم للمعرفة البشرية في كل الحقول أو في حقل متخصص منها»؛ وبهذا تكون هذه المراجع شاملة للمعارف المتنوعة الخاصة أو العامة، ولأنها واحد من مؤشرات النهوض الفكري للمجتمعات فقد اهتم بها المعنيُّون اهتماماً بالغاً، حكومات وأفراداً؛ فهي حالة ثقافية حضارية توثق المعرفة وتدونها من ناحية، وتيسرها من ناحية أخرى.

ولهذا فإن سلطنة عُمان من تلك الدول التي احتفت بموسوعات المعارف الثقافية باعتبارها منظومة فكرية تسهم في توسيع المدارك والآفاق وتوثيق المعلومات وفهرسة الوثائق، التي تحفظ الحقوق التنموية والفكرية للمجتمع؛ فقد تم إصدار العديد من الموسوعات المتخصصة منها موسوعة السلطـان قابـوس للأسماء العربية، التي بدأت في أكتوبر 1985م، حيث رصدت 7 ملايين اسماً عربياً.

إضافة إلى ذلك فقد تم تدشين مجموعة من الموسوعات التخصصية منها «عُمان منذ الأزل.. سجل تاريخي مصور»، التي توثق التاريخ العماني منذ أكثر من 7 آلاف عام، وقد اعتمدت على الآثار والكتابات الصخرية القديمة التي تم العثور عليها في ربوع السلطنة، إضافة إلى المعالم التاريخية والوثائق.


كما جاءت موسوعة «تاريخ عُمان عبر الزمان»، التي تُعد موسوعة علمية ثقافية، لتؤصل تاريخ السلطنة بدءاً بما قبل الميلاد وحتى عصر النهضة الحديثة بقيادة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طيَّب الله ثراه.


وتُعد «الموسوعة العمانية» أول موسوعة وطنية، حيث دُشِّنت عام 2014، بعد ما يقارب 10 سنوات من العمل البحثي المتواصل؛ فهي موسوعة معرفية شاملة لمناحي الحياة الحضارية العمانية قديماً وحديثاً، إذ تُبوِّب التاريخ الوطني العماني وتصنِّفه ثقافياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، بدءاً بالأرض، والأعلام والمؤسسات، والثقافة، وحتى الموارد الوراثية، وتحتوي الموسوعة على ما يُقارب 6 آلاف مدخل، لا تُسهم في توثيق التاريخ الحضاري لُعمان وحسب، بل أيضاً في آفاق تطوره وازدهاره.

أما الموسوعات الفردية فهي كثيرة ومتعددة، منها؛ «موسوعة عمان - الوثائق السردية» إعداد وترجمة محمد بن عبدالله الحارثي، و«موسوعة السلوى في تاريخ نزوى» للباحث محمد بن عبدالله السيفي، و«موسوعة الموروث الفلكي العماني القديم وأثر الكواكب والنجوم على النشاط الإنساني» للباحث محمد بن سالم الحارثي، وموسوعة «عُمان في التراث العربي» للدكتور هلال الحجري، وغيرها الكثير، وقد أسهمت في تقديم الكثير من المعارف الإنسانية والعلمية، ووثَّقت التاريخ الحضاري لعُمان.