الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

التنمر.. تلك القنابل الموقوتة

فجّر العمل الدرامي «مدرسة الروابي للبنات»، الذي يبث حالياً على منصة نتفليكس العالمية قضية التنمر، فاتحاً الباب على مصراعيه لعشرات التساؤلات التي تبحث عن رد شافٍ، ومتى يتم إغلاق هذا الملف، حيث تمارس مجموعة طالبات التنمر بأقصى درجاته على تلميذة في مدرسة ثانوية للبنات، من خلال شخصية (مريم)، التي تجسدها أندريا طايع، التلميذة الهادئة والمجتهدة التي تتعرض لضرب كاد يفضي إلى الموت، فتقرر انتقاماً، كاد أن يصل إلى أعلى درجات العنف تحت عنوان: (جريمة شرف)!

دون شك، إن قضية التنمر ليست وليدة اليوم، ولكن تأثيرها بات أكثر عمقاً وأشدّ إيلاماً في ظل ثورة السوشيال ميديا.

اختيار الكاتبة والمخرجة الأردنية تيما الشوملي لقضية التنمر ارتبط بغياب أعمال عربية تناقش وتسلط الضوء على الآثار النفسية المدمرة، التي قد تُحول الضحية إلى جلاد، والمدارس إلى جحيم، لأن التنمر مشكلة عربية وإقليمية وعالمية، وأكدت الأمم المتحدة بتعرّض الطلاب للعنف والتنمر في المدارس في جميع أنحاء العالم، حيث يتعرّض 1 من بين كل 3 للتنمر اللفظي أو الجسدي، وواحد من كل 10 يكون ضحية للتنمّر الإلكتروني.


كما أكد تقرير لليونيسكو أن التنمر مشكلة رئيسيَّة، تطال نحو ثلث طلاب المدارس، فيما أفاد تقرير أصدرته منظمة اليونيسيف بأن 50% من الطلاب أعمارهم بين 13 و15عاماً في جميع أنحاء العالم، أي حوالي 150 مليوناً، أفادوا بتعرضهم للعنف من نظرائهم داخل المدرسة.


وأضاف التقرير أن التنمر في المدارس يؤدي إلى الاكتئاب والغضب والعنف في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء.

ودولة الإمارات ليست بمنأى عن هذه الظاهرة إلا أنها تكافح التنمر بكافة السبل والطرق، حيث جرّم القرار الوزاري 851 لسنة 2018، بشأن لائحة إدارة السلوك الطلابي في مؤسسات التعليم العام كل أشكال التحرش والاعتداء الجنسي «قولاً وفعلاً»، وكل صور الجرائم الإلكترونية والمعلوماتية المتصلة بالابتزاز أو المساس بالحياة الشخصية والخصوصية، إلى جانب تجريم الإيذاء النفسي والبدني، وتشارك الدولة اليونيسكو باليوم الدولي لمكافحة التنمر في المدارس، كما سنّت أيضاً حزمة من القوانين والتشريعات والنظم، وبرغم كل هذه الجهود إلا أن التنمر حاضر في مدارسنا، ويطلّ برأسه ونحن ننتظر عاماً دراسياً جديداً خالياً من كل ذلك.