السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

الذكاء الاصطناعي.. وواقع التعليم

قد يبدو لنا أن الذكاء الاصطناعي يغزو حياتنا شيئاً فشيئاً، وسواء أعجبنا هذا الواقع أم لا، فإن دراسة الاستفادة القصوى من هذه القفزة الكبيرة أمر لا مفر منه، خاصة في مجال التعلّم العميق للآلة (Deep Learning)، وإمكانيّة تطوير أدائها بنفسها عبر تحليل البيانات الضخمة.

لكن كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تطوير مجال التعليم؟ وهل يمكن أن يتعارض التسهيل الذي أتاحته هذه التقنية مع كفاءة الطالب وقدرته على التعلّم الذاتي؟

و بمعنى آخر، هل يمكن التكّهن بإمكانية تحوّل الذكاء الاصطناعي من وسيلة لتيسير أداء المهام إلى ثغرة جديدة، يمكن أن تزيد من اتكالية الفرد واعتماده على وسائل خارجية تحدّ من قدراته شيئاً فشيئاً؟


تشير الأبحاث إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثّل ذراعاً إضافية لذراعي الإنسان ولا يستبدلهما، أي أنه يساعده على إنجاز مهام أكثر بفاعلية أكبر، ولا يحلّ محل الإنسان.


فهو يقوم برصد وتحليل بيانات ضخمة ومعقّدة، ويقدّم خيارات وحلولاً عديدة، لكن القرار الأخير يعود للإنسان نفسه. وبالتالي، فإن وزن الحلول وربطها بالواقع المعيش، وتأثيراتها على الصعيد الإنساني والمجتمعي، أمر يعود لإدراك الإنسان وليس الآلة.

وهكذا، فإن الذكاء الاصطناعي يُتيح لنا الوقت والمساحة للتركيز على المهارات الإنسانية والقيادية والمجتمعية، التي لا يمكن للآلة أن تُتقنها أو تحلّ محل الإنسان فيها.

وفي مجال التعليم، سيقدّم الذكاء الاصطناعي قفزة نوعية في إنجاز الأبحاث والوعي المعلوماتي، بالإضافة إلى إمكانية رصد تفاعل الطالب وأدائه أثناء التعلّم، وتوفير الإرشاد الفوري لإنجاز مهامه حسب مستوى أداء كل طالب، وبهذا يُتيح للمعلّم وقتاً أطول للتفاعل الإنساني العميق، بعيداً عن ضغوط الرصد والتقويم.