الاثنين - 30 ديسمبر 2024
الاثنين - 30 ديسمبر 2024

ضريبة المشاهدات

أعزائي ناشطي منصات التواصل الاجتماعي، تحديداً تلك التي حددت في خصائصها متابعة الكلمات المسيئة والمخلة بالآداب، ومطالبة أصحابها بإلغاء تلك المنشورات أو اللجوء إلى إغلاق الصفحة إن لم يتم الاستجابة للطلب.. نودُّ أن نشكركم على محاولاتكم المحافظة على الذوق المجتمعي العام، ولكن ماذا عن المقاطع المخلة بالآداب من رقص ومجون وخلاعة، خاصَّة تلك التي تصدر من شخصيات عربية؟، ولماذا نراها تكتسح الشبكة العنكبوتية دون أي رادع أو ضوابط؟.. علما بأنه من المعلوم أن الإساءة لا تكون باللَّفظ فقط، بل حتى المقاطع التي تسيء لضوابطنا المجتمعية.

أنتم تعلمون بأن العديد من الثروات والكثير من الأسماء قد تضخمت بناء على محتوى فارغ ومجهود لا يذكر، ويمكن لهذه المعادلة أن تتغير، وتصبح أكثر إنصافاً لكل من المجتمع ومنصاتكم التي فتحت لهم أبواباً دون مقابل.

وماذا عن ضربية تدفع مقابل ارتفاع المشاهدات على ما لا يليق بمجتمعاتنا العربية؟ فإن أرادوا الشهرة على حساب القيم، فعليهم أن يدفعوا الثمن، وبالتالي سيتم إعادة الحسابات ألف مرة قبل أن يتجرأ أحدهم على الاستخفاف بهويتنا ومكتسباتنا.


وإن أصّروا، فعليهم دفع ضريبة مقابل الأضرار التي يتسببون بها في القيم، والشهرة التي قد يحصلون عليها بالمجان لن يحصلوا عليها بعد الآن إن أخذتم بهذه النصيحة وحفظتموها في الأذهان.


لنتخيل مبلغ ألف دولار -مثلاً- ضريبة تعدي مليون مشاهدة على مقطع لا يراعي آداب اللباس أو التصرف من قبل ناشره الذي يندرج من أصل عربي، أعتقد أن المنصات ستحقق أرباحاً خيالية مستحقة، كما سنشهد انحساراً تلقائياً لكل ما فرض علينا وعجزنا عن مقاومته.