السبت - 21 ديسمبر 2024
السبت - 21 ديسمبر 2024

«#» الهاشتاغ.. ودرع الأمان

كنّا في قلق مستمر ممّا تحمله في طياتها مواقع التواصل الاجتماعي من بؤر فساد وجحور اصطياد للشباب اليافعين والمتعطشين لبناء شخصياتهم الغضة، في المقابل، هناك الكثير من المساحات التي يمكن للروح والعقل أن يسترخي فيها وعلى مضمونها بأمان، دون خوف من أن تنفجر إحدى محتوياتها بشيء لا يتوافق مع ديننا، قيمنا ومكتسباتنا الشرقية النقية.

نعود لبؤر الفساد التي تحاول جاهدة استدراج ما يمكن استدراجه من أجل خلق قواعد جماهيرية تدعم هبوطهم، نتفاجأ بين ليلة وضحاها بـ«هاشتاغ» يدعو لمشاركة الشباب في تقليد رقصة خلاعية هابطة أسوة بمؤديها، لتُحبس الأنفاس فيما إذا سيلاقي هذا النداء صدى في أرجاء وطننا العربي، نظراً لما تنطق به صفحات هؤلاء المشاهير من أرقام المتابعات التي تتجاوز الملايين، لنتفاجأ بما نود أن نتفاجأ به، ألا وهو الانقطاع - التام - عن المشاركة في تلبية هذا النداء، في سابقة لم نشهد لها مثيلاً منذ عقود، وتحديداً حينما بدأت موجة انطلاق مواقع التواصل والتهافت على استخدامها وتقليد ما يتداول بها.

هذه النتائج المبشرة يمكن اتخاذها كمؤشر حقيقي ومباشر على مدى وعي المجتمع، بأن تلك المحاولات في سلخ الأجيال الصاعدة عن أساساتها باءت بالفشل، بل أوجدت مناعة ذاتية تلقائية على رداءة هذه النوعية من المضامين.


وإن كنا نتحدث عن المؤشرات، فإن هذه السقطة لتلك الحملات إنما تدل أيضاً على مدى فشل المروّجين لها، وبأن ما يتم ادعاؤه من شعبية وجماهيرية وانتشار ما هو إلا فقاعات صابون إعلامية، تفرقعت ما أن خرجت لفضاء الواقع.. وعيكم درع أمان.