الاحد - 22 ديسمبر 2024
الاحد - 22 ديسمبر 2024

فقاعات العواجل الإعلامية

«عاجل».. كلمة تشدك وتثير لديك الفضول، تفتح وتقرأ فلا تجد أمراً ذا بال «الفنانة الفلانية تزوجت ولن تصدق من هو صاحب الحظ»، تفتح فتجد معلومات عن زيجاتها السابقة، لكنك لن تجد من هو صاحب الحظ «الجديد في قضية فيلا الفنانة فلانة».. ولا شيء جديداً، ولا مرجعية موثوقة للخبر، والكل يلهث وراء هذه الفقاعات، على الرغم من يقينهم بعبثيتها وعدم جدواها، فيدخلون في جدل واختلاف وربما خلاف، وتبادل الشتائم والأوصاف، وينقسم القوم بين «مع» و«ضد»، وبمجرد تلاشي هذه الفقاعة أو تلك، تخرج لك فقاعات جديدة تشغلك في متابعتها أسبوعاً، لتنساها تماماً وتنتقل إلى «عاجل» جديد، أو سبق خادع، وهكذا دواليك.
والغريب أن سحر وجاذبية هذه الفقاعات، لا يستثني أحداً، فتجد اللاهثون خلفها، من العامة والمثقفين النخبويين، ألا يعلمون أنها مجرد «لقمة عيش» يستفيد منها أصحاب القنوات أو الصفحات؟ وهم تماماً كالفُشار، تجدهم يتقافزون أمامك في كل مكان، يُطلون عليك في إنستغرام، تويتر، فيسبوك، سناب وغيرها، يحاصرونك ليضطروك إلى متابعتهم، ويلحون في طلبهم تسجيل الإعجاب، والنشر، بزعمهم: كي تعم الفائدة، والمقصود كي يحصلوا على مبالغ أكثر، حتى وصل بهم الأمر إلى استدرار عواطفك، فقد قالت إحداهن «سجل إعجاب من فضلك، فأنا أربي أيتاماً».
هذا هو الإعلام الحديث، والدخول إليه غير مشروط، مسموح ومتاح لكل من هب ودب، أشخاص ليس لديهم ميثاق العمل الإعلامي، ولا المسؤولية تجاه المجتمع، لكنني لا أعتب عليهم، فكلٌّ منهم يحلم بأن يصبح نجماً على سوشيل ميديا، بل عتبي على أصحاب العقول، وفئة المثقفين والمتعلمين الواعين، كيف تغريهم هذه الفقاعات؟