2019-11-04
لطالما كانوا يعلمونني منذ نعومة أظفاري أن أحتَرِم من هو أكبر مني سناً، غير أننا عندما كنا أطفالاً صغاراً اعتدنا أن نمزح مع بعضنا، وذلك عندما يُطلب من أحدنا احترام من هو أكبر منه سناً حتى ولو بيوم واحد، وإلى حدٍّ ما كنا نسخر من هذه الفكرة.
إلا أننا سرعان ما أدركْنا كفتيان صغار ثم كشباب يافعين حاجتنا لاحترام من حولنا من كبار السن، حيث أخبرنا من طلب منا احترام الكبار أن المقصود هو ضرورة إظهارِ الحدِّ الأدنى من الاحترام، كالوقوف أدباً عند دخول شخص مسنٍ إلى الغرفة، وإفساح الطريق أمام الكبار، وإيثارهم على أنفسنا بتقديم ماء الشرب لهم أولاً، وعلينا أن نقوم بذلك بكل لطف وود.
وقد بالغ بعضهم بالمقصود من «احترام كبار السن» ودفعوا به إلى أقصى الحدود، واعتبروا أنه قد يشمل اختيار الوالدين التخصص الجامعي لأبنائهم، أو حتى اختيارهما شريك حياتهم.
إلا أن قرار اختيار التخصص الدراسي أو قرار اختيار شريك الحياة هي قرارات مهمة مصيرية يمكن أن تكون سبباً في نجاح أو إخفاق حياة الإنسان بأكملها، كثيراً ما كنت أتفاجأ كيف أن بوسع من هو أكبر منا سناً أن يأخذ على عاتقه اتخاذ قرارات تحدد مصير حياة شخص آخر، دون اضطراره لتحمل أيّ من تبعات هذه القرارات وعواقبها.
لا تزال بعض هذه التصرفات موجودة حتى يومنا هذا، إلا أن المجتمع يتغير، فلم يعد بالإمكان تقييد شباب اليوم أو إجبارهم، بل لن يقبلوا هم بذلك.
إن مفهوم «الاحترام» ينبغي أن يتغير من كونه صادراً من طرف واحد ليصبح «احتراماً متبادلاً»، وربما أصبح المطلوب من كبار السن أن يحترموا ويتقبلوا حقيقة أنهم لا يتمتعون دائماً بمعرفة تفوقُ معرفة الشباب.
فكبار السن لا يتمتعون بالضرورة بمعلومات أفضل من معلومات الشباب، وأيضاً ليس بالضرورة أن تكون عندهم تصورات عن المستقبل كي يفهموا حجم الضغوطات التي تنتظر الشباب.
يمكن للشباب أن يتحملوا مسؤولية شؤون حياتهم بشكل أكبر، وفي الوقت نفسه أن يقدموا كل الاحترام الواجب لكبار السن، ولكن لا يمكننا أن نطالب الشباب بالطاعة العمياء المُطْلقة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بقرارات مصيرية تترتب عليها تبعات مهمة في حياتهم.
إن الاحترام المتبادل مع شيء من التواضع من كلا الطرفين هو النهج الأكثر ملاءمة في عصر تقوده التقنيات الحديثة.
إلا أننا سرعان ما أدركْنا كفتيان صغار ثم كشباب يافعين حاجتنا لاحترام من حولنا من كبار السن، حيث أخبرنا من طلب منا احترام الكبار أن المقصود هو ضرورة إظهارِ الحدِّ الأدنى من الاحترام، كالوقوف أدباً عند دخول شخص مسنٍ إلى الغرفة، وإفساح الطريق أمام الكبار، وإيثارهم على أنفسنا بتقديم ماء الشرب لهم أولاً، وعلينا أن نقوم بذلك بكل لطف وود.
وقد بالغ بعضهم بالمقصود من «احترام كبار السن» ودفعوا به إلى أقصى الحدود، واعتبروا أنه قد يشمل اختيار الوالدين التخصص الجامعي لأبنائهم، أو حتى اختيارهما شريك حياتهم.
إلا أن قرار اختيار التخصص الدراسي أو قرار اختيار شريك الحياة هي قرارات مهمة مصيرية يمكن أن تكون سبباً في نجاح أو إخفاق حياة الإنسان بأكملها، كثيراً ما كنت أتفاجأ كيف أن بوسع من هو أكبر منا سناً أن يأخذ على عاتقه اتخاذ قرارات تحدد مصير حياة شخص آخر، دون اضطراره لتحمل أيّ من تبعات هذه القرارات وعواقبها.
لا تزال بعض هذه التصرفات موجودة حتى يومنا هذا، إلا أن المجتمع يتغير، فلم يعد بالإمكان تقييد شباب اليوم أو إجبارهم، بل لن يقبلوا هم بذلك.
إن مفهوم «الاحترام» ينبغي أن يتغير من كونه صادراً من طرف واحد ليصبح «احتراماً متبادلاً»، وربما أصبح المطلوب من كبار السن أن يحترموا ويتقبلوا حقيقة أنهم لا يتمتعون دائماً بمعرفة تفوقُ معرفة الشباب.
فكبار السن لا يتمتعون بالضرورة بمعلومات أفضل من معلومات الشباب، وأيضاً ليس بالضرورة أن تكون عندهم تصورات عن المستقبل كي يفهموا حجم الضغوطات التي تنتظر الشباب.
يمكن للشباب أن يتحملوا مسؤولية شؤون حياتهم بشكل أكبر، وفي الوقت نفسه أن يقدموا كل الاحترام الواجب لكبار السن، ولكن لا يمكننا أن نطالب الشباب بالطاعة العمياء المُطْلقة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بقرارات مصيرية تترتب عليها تبعات مهمة في حياتهم.
إن الاحترام المتبادل مع شيء من التواضع من كلا الطرفين هو النهج الأكثر ملاءمة في عصر تقوده التقنيات الحديثة.