بالإضافة إلى كونه أحد مؤشرات مستوى التنمية الاقتصادية الذي وصلت إليه الإمارات، فإن «قطار الاتحاد» الذي يستعد لإعلان تدشين الربط بين إمارات الدولة بعدما بدأ عمله في منطقة الظفرة منذ عام 2016، هو حدث وطني يرسم خارطة طريق النقل الوطني في الدولة وينتظره شعب الإمارات بشغف للانتقال بسهولة وسلاسة بين مدن الدولة.
الحديث أعلاه، له علاقة مهمة بحدثين اثنين مهمين. الأول: عالمي وهو استضافة الدولة لمعرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية يومي 17 و18 مايو الحالي، للحدث دلالة خاصة كونه الأول في الدولة كما أنه يعطي إشارة وشهادة دولية بأن خطوات الإمارات في مشروع «عالم القطارات» كبيرة ومتقدمة.
الحدث الثاني: وطني وهو الإعلان في مارس الماضي عن اكتمال عملية الربط بين إماراتي أبوظبي ودبي للمشروع ومن وقتها وحديث الناس لا ينقطع عن مزايا «قطار الاتحاد» ومتابعة تفاصيله وخطوط سيره والمشاريع السياحية والتنموية التي تتخلله، ويصل الأمر إلى رسم النقلة النوعية التي يمكن أن يحدثها في مجال النقل العام قبل الاقتصادي.مؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية من الناحية الفنية فرصة نادرة لتبادل الخبرات مع دول لديها خبراتها في مجال النقل
مؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية من الناحية الفنية فرصة نادرة لتبادل الخبرات مع دول لديها خبراتها في مجال النقل التجاري والركاب باستخدام القطارات لكننا تعودنا في الإمارات أن تكون لها بصمتها الخاصة التي تلفت الرأي العام وتبهره مثلما فعلت مع «إكسبو 2020 دبي».
المؤتمر على المستوى الشعبي الإماراتي هي فرصة لسد «لهفة الانتظار» المبنية على خلفية أحاديث المسؤولين وما تنقله وسائل الإعلام بالكشف عن بعض تفاصيل لتجربة وطنية رائعة تدخل ضمن حالة النقلة التنموية الشاملة التي تسير عليها الإمارات منذ تأسيسها، وهي فرصة لاكتشاف جمال التنوع الجغرافي للإمارات الذي أعتقد أن البعض لا يعرفه ولا يدركه، سيساهم المشروع في تغيير الكثير من الانطباعات المرسومة في ذهنية الناس وهو ينتقل من منطقة إلى أخرى بل سنكتشف أن القطار ليس وسيلة للنقل بقدر مشروع سياحي ومبادرة لتغيير انطباعات الناس الخاطئة عن الطبيعة الجغرافية الصحراوية للإمارات.
منظومة النقل الإماراتية الذي نتحدث عنها هنا، لا تكمن في نوعية الوسيلة المستخدمة، لأن النقل مسألة تقليدية تكاد أغلب دول العالم توفرها وإنما يكمن الأمر في التفاصيل التي عودتنا الإمارات على الاهتمام بها لتخلق من كل عمل ومشروع سعادة ورفاهية لشعبها.
وفي الأبعد سيصل الأمر لأن يثري المنطقة بكاملها من خلال تأثير الإمارات المعروف في المجال التنموي الذي هو منهجها الأساسي منذ التأسيس، فهي صانعة وملهمة لقصص نجاح، ولن يكون القطار بعيداً عن تلك.. القصة.