الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

موقف إماراتي ثابت ضد الإرهاب

أدانت دولة الإمارات الهجوم الإرهابي الجبان الذي وقع يوم السبت الـ7 من مايو الحالي في سيناء المصرية، والذي استهدف محطة لرفع المياه في مشروع تنموي يستهدف استصلاح 400 ألف فدان بوسط وشمال سيناء، كان ضحيته ضابط و10 جنود و5 مصابين، هذه الإدانة تمثل الموقف الثابت والواضح لدولة الإمارات من الإرهاب، وتأكيدها المستمر للمجتمع الدولي على العمل معاً للتصدي ومواجهة هذا الخطر الذي لن يستثنى أحد من أضراره وشره.

إن الهجوم الغادر يحمل عدداً من الدلالات والرسائل، نذكر منها أن استهداف محطة المياه التي تعتبر أحد عناصر أو أدوات التنمية التي تخدم الإنسان وتسهم في توفير احتياجاته والتحسين من جودة حياته، هو هجوم يستهدف الإنسان في جوهره.

لقد اعتدنا سابقاً من الجماعات الإرهابية المتخفية برداء الإسلام استهداف كافة المنشآت والمواقع بما فيها المساجد «بيوت الله»، والنتيجة: قتلى ومصابون من المصلين، رغم أن المسلم البسيط يعلم أن دم المسلم عظيم عند الله، فهل يعي من يتعاطف معهم أو من يحمل فكرهم بجهل أو المغرر به ذلك؟

الإدانات لا تكفي والمطلوب تحرك دولي وفعل جماعي لمحاربة التطرف والإرهاب واقتلاعه من جذوره

هناك من ربط العملية الإرهابية على أنها ردة فعل على بعض الأعمال الدرامية والتي كشفت وسربت خبث جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، الا انني أرى ان هذه الجماعات الإرهابية وباختلاف مسمياتها كجماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة والحوثي وغيرهم، هم أصحاب فكر منحرف ولا يحملون فكرا وطنيا، وما هم إلا مجرد أدوات تستخدم للإضرار بالدول الوطنية والشعوب ومكتسباتها ومقدراتها الوطنية، ومن يطلع على أدبياتهم وكتابات مفكريهم ويطلع على أفكارهم ومعتقداتهم يعلم أن أفعالهم الإرهابية لا تنتظر نقداً أكاديمياً ولا تبحث عن مبرر لإجرامها، بل هذا هو طبعهم وسلوكهم الأصيل.

رغم أن معظم الدول والمنظمات أدانت العمل الإرهابي الذي وقع في سيناء، فإنه وكما ذكرت في مقال سابق لا بُد من وقفة دولية جادة لاتخاذ موقف حازم ضد الجماعات والمليشيات الإرهابية في العالم أجمع، حيث إن الإدانات لا تكفي والمطلوب تحرك دولي وفعل جماعي لمحاربة التطرف والإرهاب واقتلاعه من جذوره.

لقد أثبت الواقع فشل التنظيمات الإرهابية واكتشف الناس وعرفوا فكرهم المنحرف الضار، إلا أنه لا بُد من الحكومات العمل والاستمرار وعدم التوقف في ترسيخ وتعزيز الوعي لدى الأجيال المقبلة من خلال المناهج المدرسية وخطب المساجد بشكل دوري، أي أنه لا بُد من تطعيم المواليد الجدد وإعطاء «جرعات تنشيطية» للجيل الحالي لمواجهة الفكر الإرهابي.