الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

ظاهرة إيلون ماسك.. حقيقة أم فقاعة؟

يتربع إيلون ماسك على عرش أثرياء العالم بثروة تقارب 265 مليار دولار، فالرجل الذي يصف نفسه بنصف جمهوري ونصف ديموقراطي يتعامل مع تجارته ودعايته بطريقة براغماتية فذة ومثيرة للجدل، تجعله دائماً يتصدر عناوين الأخبار، فيكاد لا يمر أسبوع دون أن يكون هناك خبر عنوانه إيلون ماسك، ولعل آخرها هو علاقته بتويتر.

قبل شهر انتقد ماسك حرية التعبير في تويتر واضعاً تصويتاً يتسائل عن ذلك، وبعدها بـ3 أسابيع أعلن استحواذه على 9.2%؜ من أسهم الشركة، لتبدأ موجة التكهنات حول التعديلات التي سيحدثها بعد أن تمت دعوته للانضمام إلى مجلس الإدارة، والتي رفضها لاحقاً ليتبيّن أنه ينوي شراء تويتر بالكامل من خلال عرض 41.4 مليار دولار، منوهاً أنه عرضه الأفضل والأخير، وأنه سيستخدم الخطة " B" التي لا تُعرف تفاصيلها إذا لم يتم قبوله، ليرد عليه مجلس إدارة تويتر بتفعيل خطة Poison Pill، وهي استراتيجية تستخدم لحماية الشركات من الاستحواذات العدائية، وتعني إذا تملّك شخص أو مجموعة أكثر من 15% من الأسهم العادية القائمة دون موافقة مجلس الإدارة فيُسمح للمساهمين الآخرين بشراء أسهم إضافية بسعر مخفض، ما يضعف جاذبية الاستثمار ويرفع التكلفة، وسواءً اشترى ماسك تويتر أم لا فالقيمة هي في جوهر تأثيره لا حجم عائداته.

لن يمضي الوقت حتى نشاهد ماسك، فإما أن يكون الرجل الذي سيغيّر البشرية، أو مجرد ثرثار متحايل

وسواءً أحببت ماسك أم لا! فيجب أن تعترف بذكائه ودهاء استغلاله لسمعته، منها تصاريحه حول العملات الرقمية التي يرفع سعرها بتغريدة ويخفضه بأخرى، بطريقه تشعر أنها شعبوية ولكنها بالتأكيد مدروسة وليست عبثية!

كل هذا، إلا أن ماسك يواجه الآن مشكلتين كبيرتين، الأولى هي تقدم المنافسين التقليديين في صناعة السيارات الكهربائية، والثانية في قرب صدور أحكام قضائية ضده تتهمه بالنصب والاحتيال، أحدها تغريدة أوهم بها المستثمرين أن تمويلاً - ألمح أنه من صندوق الاستثمارات العامة السعودي - حصل عليه لسحب شركة تيسلا من سوق الأسهم مع سعر إفرادي للسهم يبلغ 420 دولاراً، تسببت بمضاعفة سعر السهم حتى 1200 دولار، ما قد يوقع عليه غرامات وتعويضات عدة جنباً إلى جنب مع معارك قانونية أخرى، بسبب تغريدات أخرى، والتي قد تمثل هذه الأحكام صفعة لمصداقية أغنى رجل في العالم.

لن يمضي الكثير من الوقت حتى نشاهد نتاج تيسلا وسبيس إكس والإنترنت المجاني وغيرها من المشاريع التي يقودها ماسك، فإما أن يكون الرجل الذي يشهد له التاريخ بأنه غيّر البشرية كما يحب أن يُظهر نفسه، أو مجرد ثري متحايل سرعان ما يخبو ضوؤه.