الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

المستقبل ملك لمن يصنعه!

تمر الحكومات اليوم بتحديات كبيرة لم تعهدها من قبل، لذا تحاول استشراف المستقبل، ولكن سريعاً ما تحول هذا الأمر إلى صناعة بدلاً من استشراف فقط، لأن هذا هو الخيار الوحيد أمام الحكومات للسيطرة على التحديات. الإمارات واحدة من تلك الحكومات.

وبما أن «المستقبل ملك لمن يصنعه» كما جاء في تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، فإن الأمر يحتاج إلى أدوات وآليات تساعد على صناعته، ولقد كانت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية واحدة من ضمن هذه الأدوات فتخرج فيها العديد من الإماراتيين مستمرين في تطوير مهاراتهم وخبراتهم العلمية ويساهمون في تطوير العمل الحكومي كل في اختصاصه، عوضاً عن تلك «الخلوة الحكومية» التي طرحت فيها ثقافة صناعة المستقبل في عام 2019.

الحديث عن صناعة المستقبل في دولة الإمارات لم يحتج إلى مناسبة، فحسب تغريدة سموه (تحدثوا عن الغد فالطريق طويل وشاق)، علينا ونحن نتحدث عن المستقبل أن نتذكر أهمية إعداد القادة.

من أدوات صناعة المستقبل التواصل مع الفاعلين داخل الدولة وفي كل أنحاء العالم

منذ أيام شاركت بمحاضرة عنوانها «الاتصال الحكومي في ظل وسائل التواصل الاجتماعي»، حيث تحرص الكلية على الاستفادة من الخبرات العملية لخريجيها ونتائج مخرجاتها العلمية، وتركز الكلية على ربط التعليم بالممارسات العملية والتجارب الناجحة في الدولة، وبنظري هذا يسد فجوة كبيرة في التوفيق بين النظري والتطبيقي.

الإمارات تزخر بالكثير من قصص النجاح والتميز في القطاع الحكومي، ولديها بعض التجارب التي تخاطب المستقبل، ولكن لأننا نعمل على صناعة المستقبل الذي يقلل من حجم التأثيرات السلبية غير المتوقعة علينا، فإن الأمر يحتاج إلى التوازي في إعداد الأجيال القادمة من خلال التدريس مع استضافة من عاشوا التجربة العملية.

تطرقت المحاضرة للقوة الناعمة وأهميتها وأبرز الأمثلة العالمية مع التركيز على التجربة الإماراتية كقوة ناعمة، لكن رسالتي كانت أن القوة الناعمة كما هي مهمة للدول فهي كذلك مهمة للمؤسسات الحكومية لأن الكل يبحث عن القدرة على التأثير في الرأي العام، وهذا أحد أهم تحديات المستقبل وينبغي أن نستعد له كما نستعد في المجالات الأخرى.

المؤسسات الأكاديمية تلعب دوراً مهماً على مستوى القوة الناعمة، وتعي ذلك جيداً، إذ إن الجامعات الغربية لديها برامج لخريجها باعتبارهم عنصر قوة ناعمة لها، وأعتقد ما تفعله كلية محمد بن راشد ليس بعيداً عن ذلك.