الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

كفاءات وطنية.. تهرب!

كثير من القصص مرت علينا، وكيف أصبحت عديد الكفاءات الوطنية في بلاد الغرب ذات شأن عالٍ تقديراً وامتيازات، وربما لا يكون اغتراب الأرض بل اغتراب البيئة والوظيفة أو حتى المسؤول الذي يرى منك خصماً شرساً من دون أن تتوقع ذلك، فقط لأنك تعمل بجد واجتهاد وكفاءة.

لا تزال الكفاءات الوطنية تعاني بسبب عنجهية بعض المسؤولين الذي يبنون مصيدة تصيب أصحاب الكفاءة بخيبة أمل تساهم في طردهم بشكل ناعم من أماكنهم عبر كثير من السيناريوهات، من تقليص صلاحيات إلى مهام لا تعنيهم تعارض المنطق إلى أن تنتهي بأنهم لا يصلحون، حتى تبدأ كلمة التطفيش بـ: «شد حيلك».

الكفاح المستمر في سبيل التطوير وبناء الشخص لذاته وصقل مهاراته وخبراته، هو بداية بناء القدرات وصناعة كفاءة تعمل وتخدم في سبيل الارتقاء بالوطن والمهنة، وهو شيء أساسي لمن وضع لنفسه هدفاً يسعى من خلال تقديم أفضل ما عنده ليكون جزءاً من منظومة النجاح التي ستكون في المستقبل عنصراً مهماً يحتاجه الوطن، أثناء انطلاقه نحو التحديث والتطوير في كافة المجالات المختلفة، الكفاءات الوطنية كنز ربما يكون وضع في صندوق ولكن سيبقى ثميناً مهما مر عليه الوقت.

من ينكر أنه لا يوجد تضييق على الكفاءات الوطنية فهو يرى بعين واحدة، وربما يتظاهر

من ينكر أنه لا يوجد تضييق للخناق على الكفاءات فهو يرى بعين واحد وربما يتظاهر، وإن أسرع طريقة تتخلص فيها من الكفاءات أن تأتي بأشخاص يفهمون في الإدارة والقيادة ولكن لا يفهمونها، لن يستوعب المعنى إلا من مر بهذه الحالة، والأسوأ من يرى نفس أجدر عن الآخر، فيبدأ الصراع الذي سينتهي بانسحاب أحدهم وهو سيكون الفائز والكفء لأن الكفاءات لا تعيش في مستنقعات قذرة!

للأسف، رغم كل توجيهات القيادة بالاهتمام بالكفاءات والاستفادة منها بكل ما يتطلب الأمر، يأتي من يرى نفسه كفؤاً فتبدأ حرب داحس والغبراء، أما من الجانب الآخر ولنكن منصفين فهناك رجلٌ عرف معنى القيادة فرحب بمن هو أقوى منه، لأنه يرى فيه الشخص المناسب لخوض غمار منافسة جديدة وشريفة.

لا قيمة لأي إنجاز ما لم تكن بيد كفاءات وطنية، ومن يهاجم الكفاءات الوطنية يهاجم الوطن والعمل، وسيأتي يوم ليكون في نفس الدائرة الحمراء، ففي كل دول العالم تتشكل نجاحتها بسواعدها الوطنية فهي أعمدة الإنجازات، يقودون المستقبل، إذ إن فكر الماضي ليس كفكر اليوم، وإن لم تواكب الأحداث ستبقى خلف القطار وربما ستفقد حق العبور أيضاً.