2021-12-19
بعد نشر وكالة رويترز أن الإمارات أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية تعليقها صفقة شراء 50 مقاتلة إف-35، والمتضمنة أيضاً 18 طائرة مسيرة من إم كيو، وحزمة من ذخائر صواريخ «جو-جو» و«جو-أرض» المتطورة، وتعليل الإمارات موقفها بـ«الشروط الفنية التي تحاول أمريكا فرضها»، وهذا حق سيادي للإمارات، تضمنه القوانين الدولية. خرج وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء الماضي (15 ديسمبر 2021)، ليقول: «إن الولايات المتحدة ماضية في صفقة طائرات إف-35 مع الإمارات، وأنها لا تريد التوقف عن هذه الصفقة».
اللافت أن الموقف الأمريكي اختلف عمّا اعتدنا عليه أثناء بيع الولايات المتحدة أسلحتها، بل إنه اختلف أيضاً عن المواقف الأمريكية أثناء إبرام هذه الصفقة نفسها قبل عام!
فالمتتبع لصفقات السلاح الأمريكية يلاحظ طقوساً عجيبة، رغم أنها تبيع تلك الأسلحة ولا تتصدق بها، وقد يكون السبب في هذه الطقوس الحفاظ على الأسعار أثناء إبرام الصفقة! وتتضمن تلك الطقوس مراحل عدة.
اللافت أن الموقف الأمريكي اختلف عمّا اعتدنا عليه أثناء بيع الولايات المتحدة أسلحتها، بل إنه اختلف أيضاً عن المواقف الأمريكية أثناء إبرام هذه الصفقة نفسها قبل عام!
فالمتتبع لصفقات السلاح الأمريكية يلاحظ طقوساً عجيبة، رغم أنها تبيع تلك الأسلحة ولا تتصدق بها، وقد يكون السبب في هذه الطقوس الحفاظ على الأسعار أثناء إبرام الصفقة! وتتضمن تلك الطقوس مراحل عدة.
حين الإعلان عن إبرام أي صفقة يظهر الرأي الآخر من المشرعين الأمريكيين، وكأنها حرب نفسية تشن على المشتري، بأن هذا السلاح ليس سهلاً اقتناؤه، لذا عليه الإسراع في إبرام الصفقة.
ثم تخرج إسرائيل لتعترض على الصفقة، كنوع من العرقلة للمضي فيها، ومن ثم يبدأ الإعلام الأمريكي في تلميع المنتج الأمريكي، وفي الصفقة الإماراتية ـ الأمريكية كتبت نيويورك تايمز وقتها «إن طائرة إف-35 واحدة من أكثر الأسلحة تقدماً، وهي مقاتلة تسعى كل دول العالم لاقتنائها».
بعد ذلك يبدأ الضغط السياسي، واللافت أنه قد يلعب الأمريكان بالورقة نفسها في أكثر من موقف، ربما لأنهم لا يمكلون مع بعض الدول أوراقاً كثيرة، وبالنسبة لورقة الطائرات هذه، تم اللعب فيها قليلاً على وتر بعض القضايا السياسية الحاسمة في المنطقة، وبوتيرة أخرى محاولة الحد من العلاقات التي تحاول أن توطدها دولة الإمارات مع دول العالم الأخرى، مثل روسيا والصين على سبيل المثال.
ثم تخرج إسرائيل لتعترض على الصفقة، كنوع من العرقلة للمضي فيها، ومن ثم يبدأ الإعلام الأمريكي في تلميع المنتج الأمريكي، وفي الصفقة الإماراتية ـ الأمريكية كتبت نيويورك تايمز وقتها «إن طائرة إف-35 واحدة من أكثر الأسلحة تقدماً، وهي مقاتلة تسعى كل دول العالم لاقتنائها».
بعد ذلك يبدأ الضغط السياسي، واللافت أنه قد يلعب الأمريكان بالورقة نفسها في أكثر من موقف، ربما لأنهم لا يمكلون مع بعض الدول أوراقاً كثيرة، وبالنسبة لورقة الطائرات هذه، تم اللعب فيها قليلاً على وتر بعض القضايا السياسية الحاسمة في المنطقة، وبوتيرة أخرى محاولة الحد من العلاقات التي تحاول أن توطدها دولة الإمارات مع دول العالم الأخرى، مثل روسيا والصين على سبيل المثال.
لكن لو كانت أمريكا حليفاً بلون واحد، لربما توصلت لاتفاقات أكثر فاعلية، وفي كل الأحوال لا أظن أن أمريكا غافلة عن أن الأمور تغيرت خلال العقد الأخير، فلقد فقدت مصداقيتها عند حلفائها العرب بعد ثورات الربيع العربي، كما فقدت المصداقية ذاتها بين دول الاتحاد الأوروبي، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، والاستفتاءات في أسكتلندا وإسبانيا، وما تلاها من تظاهرات