2021-10-31
انتظر العالم تلك الصورة بفضول كبير، والتي جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الأمريكي جو بايدن على هامش قمة العشرين في إيطاليا، وكتب الكثيرون حول هذا اللقاء حتى قبل حدوثه، فوصِف بأنه لقاء المصارحة والمصالحة بين باريس وواشنطن، بعد أزمة صاخبة مرّت بها علاقتهما وتسببت في استدعاء السفير الفرنسي من الولايات المتحدة في سابقة تاريخية توحي بحجم الأزمة وخطورة الشرخ الدبلوماسي.
وقبل هذا اللقاء كانت هناك اتصالات هاتفية بين الرئيسيين، والهدف منها تهيئة الأجواء لمحاولة إعادة المياه إلى مجاريها بعد أزمة ما سمي إعلامياً بأزمة الغواصات الأسترالية التي جاءت ثمرة تحالف سري بين أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، لنسف صفقة القرن العسكرية بين باريس وكانبيرا وتشكيل حلف عسكري جديد لمحاولة احتواء النفوذ الصيني في منطقة الأندوباسيفيك. وتلك خطوة اعتبرها الفرنسيون خيانة وضربة في الظهر من حليف تقمص شخصية المنافس الشرس.
ومن بين الآمال التي كانت معلّقة على لقاء إيطاليا بين بايدن وماكرون، إظهار قدرة هذا الأخير على كشف نوعية التفاهمات التي توصل إليها الجانبان لتجاوز هذه الأزمة ونوعية التعويضات الاقتصادية والسياسية التي قدّمتها الإدارة الأمريكية لمساعدة باريس، على المضي قدماً وإنهاء هذا الخلاف الأمريكي الفرنسي.
فالرئيس ماكرون استغل الأزمة للدفاع عن قناعاته الأمنية بخصوص أوروبا، التي يرى أنها مرغمة على مباشرة نوع من الاستقلالية الاستراتيجية لمحاولة الخروج تدريجياً من التبعية الأمريكية، انطلاقاً من قناعة أن واشنطن تضع مصلحتها الوطنية في سلم الأولويات غير مهتمة بمصالح حلفائها.
وتترأس فرنسا الاتحاد الأوروبي في بداية السنة المقبلة، وهي مناسبة سيستغلها الرئيس ماكرون للترويج لخياراته الدفاعية الأوروبية والتي يحاول من خلالها إقناع الدول الأوروبية الحذرة والمشككة في هذا المشروع، بأن الوقت حان لكي تأخذ أوروبا زمام المبادرة العسكرية لمحاولة الخروج مع عباءة الحلف الأطلسي.
وفي هذا الإطار يصطدم إيمانويل ماكرون مع مجموعتين من الدول الخائفة، الأولى من شمال أوروبا التي لا تتجرأ على التخلي عن المظلة الأطلسية الأمريكية التي توفر لها الحماية بفاعلية كبيرة، والمجموعة الثانية مكوّنة من دول أوروبا الشرقية التي تنظر إلى الجار الروسي كمصدر خطر وتهديد على أمنها واستقرارها.
وهذه الدول حالياً بمثابة صعوبة استراتيجية في الرهان على المشروع الفرنسي المليء بالوعود غير المضمونة، وبالأخطار والمغامرات.. ويلعب هذا العامل دوراً مهماً في الحوار السياسي بين ماكرون وبايدن.
وقبل هذا اللقاء كانت هناك اتصالات هاتفية بين الرئيسيين، والهدف منها تهيئة الأجواء لمحاولة إعادة المياه إلى مجاريها بعد أزمة ما سمي إعلامياً بأزمة الغواصات الأسترالية التي جاءت ثمرة تحالف سري بين أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، لنسف صفقة القرن العسكرية بين باريس وكانبيرا وتشكيل حلف عسكري جديد لمحاولة احتواء النفوذ الصيني في منطقة الأندوباسيفيك. وتلك خطوة اعتبرها الفرنسيون خيانة وضربة في الظهر من حليف تقمص شخصية المنافس الشرس.
ومن بين الآمال التي كانت معلّقة على لقاء إيطاليا بين بايدن وماكرون، إظهار قدرة هذا الأخير على كشف نوعية التفاهمات التي توصل إليها الجانبان لتجاوز هذه الأزمة ونوعية التعويضات الاقتصادية والسياسية التي قدّمتها الإدارة الأمريكية لمساعدة باريس، على المضي قدماً وإنهاء هذا الخلاف الأمريكي الفرنسي.
فالرئيس ماكرون استغل الأزمة للدفاع عن قناعاته الأمنية بخصوص أوروبا، التي يرى أنها مرغمة على مباشرة نوع من الاستقلالية الاستراتيجية لمحاولة الخروج تدريجياً من التبعية الأمريكية، انطلاقاً من قناعة أن واشنطن تضع مصلحتها الوطنية في سلم الأولويات غير مهتمة بمصالح حلفائها.
وتترأس فرنسا الاتحاد الأوروبي في بداية السنة المقبلة، وهي مناسبة سيستغلها الرئيس ماكرون للترويج لخياراته الدفاعية الأوروبية والتي يحاول من خلالها إقناع الدول الأوروبية الحذرة والمشككة في هذا المشروع، بأن الوقت حان لكي تأخذ أوروبا زمام المبادرة العسكرية لمحاولة الخروج مع عباءة الحلف الأطلسي.
وفي هذا الإطار يصطدم إيمانويل ماكرون مع مجموعتين من الدول الخائفة، الأولى من شمال أوروبا التي لا تتجرأ على التخلي عن المظلة الأطلسية الأمريكية التي توفر لها الحماية بفاعلية كبيرة، والمجموعة الثانية مكوّنة من دول أوروبا الشرقية التي تنظر إلى الجار الروسي كمصدر خطر وتهديد على أمنها واستقرارها.
وهذه الدول حالياً بمثابة صعوبة استراتيجية في الرهان على المشروع الفرنسي المليء بالوعود غير المضمونة، وبالأخطار والمغامرات.. ويلعب هذا العامل دوراً مهماً في الحوار السياسي بين ماكرون وبايدن.