2021-10-24
هل يمكن أن تندلع حرب نووية وسط الجائحة والتغير المناخي؟ البعض يقول نعم، ففيما يزداد الوعي الإنساني بمخاطر ارتفاع حرارة الأرض ومأساة الوباء، يتراجع الوعي بالخطر النووي الذي قد يباغت العالم، ويقطع الطريق على آمال الإنسانية في البقاء والرخاء.
السياسي البريطاني فينس كيبل كتب مقالاً هذا العام 2021، يذهب فيه إلى أن الحرب النووية أقرب مما نتصور. يرى «كيبل» أن العالم بدا مشرقاً بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، فقد تخلت أوكرانيا وكازاخستان عن السلاح النووي السوفياتي، كما تخلت جنوب أفريقيا والبرازيل عن المشروع النووي، وخفضت واشنطن وموسكو من أعداد رؤوسها النووية.
لكن العالم اليوم لم يعد يحمل ذلك التفاؤل، فقد عادت أمريكا وروسيا تحدثّان الأسلحة النووية، كما طورت كوريا الشمالية صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، ورغم انضباط الجيش الباكستاني الشديد فإن احتمالات تسرب السلاح النووي قائمة.
ثم يذهب «كيبل» إلى أن الاعتماد على المظلة النووية الأمريكية قد تراجع، ويتوازى ذلك مع عصر جديد يمكن وصفه بعصر الأحداث غير المتوقعة، فقد وصل دونالد ترامب إلى السلطة وقد يعود، وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقد يخرج آخرون، وانتشر وباء كورونا الذي جمّد العالم. وفي آسيا وصلت حركة طالبان إلى السلطة، ونشأ تحالف «أوكوس» بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا، فلماذا لا يكون اندلاع حرب نووية حدثاً آخر من الأحداث غير المتوقعة؟!
إن هذه الرؤية الصادِمة لا تخلو من منطق، ولا سيما مع التطور الهائل في استخدامات الذكاء الاصطناعي، وتداخل الآلة مع الإنسان في اتخاذ وتنفيذ القرار. لكن هناك من يدعون إلى ضبط الأمور حتى لا ينهار العالم. واحد من هؤلاء هو «ريتشارد هاس» الذي عمل مديراً لتخطيط السياسات الخارجية الأمريكية، والذي نشر مقالاً في مجلة «فورين بوليسي» مارس 2021، وشاركه في المقال أستاذ جامعة جورج تاون «تشارلز كوبشان». يطرح المقال مبادرة للوفاق الدولي الجديد، على غرار الوفاق الدولي الذي تحقق عام 1815 عقب نهاية الحروب النابليونية، وهو الوفاق الذي حقق 100 عام من السلام، وامتد حتى عام 1914 حين اندلعت الحرب العالمية الأولى.
إن فكرة الوفاق الدولي الجديد تبدو حتمية إلى الحد الذي يعني احتمال انهيار النظام العالمي من دونها. وعلى الرغم من أن مثل ذلك الطرح ليس سهل التحقيق وسط الصراع العالمي من القمة إلى القاع، إلا أن إنقاذ العالم من العالم بات أمراً عاجلاً، ولا يحتمل الانتظار.
لا تحتمل البشرية حرباً نووية تُضاف إلى أزماتها، والتاريخ لا يغفر لمن يفهم متأخراً.
السياسي البريطاني فينس كيبل كتب مقالاً هذا العام 2021، يذهب فيه إلى أن الحرب النووية أقرب مما نتصور. يرى «كيبل» أن العالم بدا مشرقاً بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، فقد تخلت أوكرانيا وكازاخستان عن السلاح النووي السوفياتي، كما تخلت جنوب أفريقيا والبرازيل عن المشروع النووي، وخفضت واشنطن وموسكو من أعداد رؤوسها النووية.
لكن العالم اليوم لم يعد يحمل ذلك التفاؤل، فقد عادت أمريكا وروسيا تحدثّان الأسلحة النووية، كما طورت كوريا الشمالية صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، ورغم انضباط الجيش الباكستاني الشديد فإن احتمالات تسرب السلاح النووي قائمة.
ثم يذهب «كيبل» إلى أن الاعتماد على المظلة النووية الأمريكية قد تراجع، ويتوازى ذلك مع عصر جديد يمكن وصفه بعصر الأحداث غير المتوقعة، فقد وصل دونالد ترامب إلى السلطة وقد يعود، وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقد يخرج آخرون، وانتشر وباء كورونا الذي جمّد العالم. وفي آسيا وصلت حركة طالبان إلى السلطة، ونشأ تحالف «أوكوس» بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا، فلماذا لا يكون اندلاع حرب نووية حدثاً آخر من الأحداث غير المتوقعة؟!
إن هذه الرؤية الصادِمة لا تخلو من منطق، ولا سيما مع التطور الهائل في استخدامات الذكاء الاصطناعي، وتداخل الآلة مع الإنسان في اتخاذ وتنفيذ القرار. لكن هناك من يدعون إلى ضبط الأمور حتى لا ينهار العالم. واحد من هؤلاء هو «ريتشارد هاس» الذي عمل مديراً لتخطيط السياسات الخارجية الأمريكية، والذي نشر مقالاً في مجلة «فورين بوليسي» مارس 2021، وشاركه في المقال أستاذ جامعة جورج تاون «تشارلز كوبشان». يطرح المقال مبادرة للوفاق الدولي الجديد، على غرار الوفاق الدولي الذي تحقق عام 1815 عقب نهاية الحروب النابليونية، وهو الوفاق الذي حقق 100 عام من السلام، وامتد حتى عام 1914 حين اندلعت الحرب العالمية الأولى.
إن فكرة الوفاق الدولي الجديد تبدو حتمية إلى الحد الذي يعني احتمال انهيار النظام العالمي من دونها. وعلى الرغم من أن مثل ذلك الطرح ليس سهل التحقيق وسط الصراع العالمي من القمة إلى القاع، إلا أن إنقاذ العالم من العالم بات أمراً عاجلاً، ولا يحتمل الانتظار.
لا تحتمل البشرية حرباً نووية تُضاف إلى أزماتها، والتاريخ لا يغفر لمن يفهم متأخراً.