2021-09-26
بدأت كوبا خريف عام 2021 بالإعلان عن مزيد من الرأسمالية في الدولة الشيوعية، حيث سمحت الحكومة بتأسيس الشركات الصغيرة والمتوسطة لأول مرة.
قبل الخريف عاشت كوبا صيفاً ساخناً، شهدت البلاد خلاله مظاهرات تاريخية هي الأولى منذ ثلاثين عاماً. وراحت الجاليات الكوبية في الولايات المتحدة وأوروبا تساند مظاهرات الداخل التي اجتاحت (50) مدينة، والتي استدعت لقاءً بين الرئيس الكوبي «ميغيل دياز» والرئيس السابق «راؤول كاسترو» لبحث المواجهة.
هزت شعارات المتظاهرين السلطات الكوبية، ولا سيما الشعار الأشهر «نحن جائعون». إذْ أدت الجائحة إلى تفاقم غير مسبوق للأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد. لم تكن المظاهرات خالية من العنف والتخريب، كما لم تكن المسيرات خالية من أعمال الشغب والاعتداء على الممتلكات العامة، ومحاولات الإضرار بالشرطة، لكن جوهر «الاحتجاجات التاريخية» كان واضحاً وحاسماً: وقف الزحف المتسارع للجوع في أنحاء البلاد.
اتهمت السلطات الكوبية الولايات المتحدة بالوقوف وراء الأحداث، وأنها جزء من المؤامرة الممتدة على الدولة الكاريبية التي اختارت الشيوعية قبل عقود. لكن السلطات تدرك جيداً أن الأمر يتعلق بأيديولوجيا جديدة، فراحت تغير كثيراً من الأفكار الاقتصادية والسياسية في العالم، والتي يمكن تسميتها «أيديولوجيا الجائحة».
في عام 1991 سقط الاتحاد السوفييتي وانهارت الكتلة الاشتراكية في العالم، وتأثرت كوبا إثر ذلك، حتى إنها واجهت أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها المعاصر عام 1993. وها هي الجائحة تدفع البلاد إلى أزمة جديدة، أسوأ من سابقتها، وهي الأكثر خطورة في تاريخ كوبا المعاصر.
قبل عقود، طبق فيدال كاسترو الشيوعية في بلاده، وتلاشت الشركات الخاصة تماماً، وفي عام 1970 واصل وعوده باقتصاد قوي في بلد قوي، حيث أعلن عن الوصول «قريباً» إلى إنتاج (10) ملايين طن من السكر سنوياً. وهو «قريب» لم يأتِ بعد، فعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن، فإن إنتاج كوبا من السكر لا يتجاوز المليون طن سنوياً.
في عام 1990، وقبيل السقوط الكبير للمنظومة الاشتراكية، راح كاسترو يتحدث عن الانفتاح، والاستثمار، والعمل الخاص. ولكن ذلك كان محدوداً.
وفي 2021، كان لا بد من توّجه أكثر وضوحاً نحو الرأسمالية. ويقول البعض: إن الصين «الشيوعية - الرأسمالية» قد تكون النموذج الأنسب للجزيرة الكاريبية الصاخبة.
وهنا يقول وزير الاقتصاد الكوبي، أليخاندرو خيل: «إنها بداية جيدة جداً»، في حين يقول الكوبيون: إنها لا تكفي! فسرعة الانهيار قد تفوق سرعة الإصلاح، إذ تحتاج كوبا إلى خطوات أوضح وأكبر ومن دون تردّد، فالجوعى لا يستطيعون الانتظار طويلاً.
قبل الخريف عاشت كوبا صيفاً ساخناً، شهدت البلاد خلاله مظاهرات تاريخية هي الأولى منذ ثلاثين عاماً. وراحت الجاليات الكوبية في الولايات المتحدة وأوروبا تساند مظاهرات الداخل التي اجتاحت (50) مدينة، والتي استدعت لقاءً بين الرئيس الكوبي «ميغيل دياز» والرئيس السابق «راؤول كاسترو» لبحث المواجهة.
هزت شعارات المتظاهرين السلطات الكوبية، ولا سيما الشعار الأشهر «نحن جائعون». إذْ أدت الجائحة إلى تفاقم غير مسبوق للأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد. لم تكن المظاهرات خالية من العنف والتخريب، كما لم تكن المسيرات خالية من أعمال الشغب والاعتداء على الممتلكات العامة، ومحاولات الإضرار بالشرطة، لكن جوهر «الاحتجاجات التاريخية» كان واضحاً وحاسماً: وقف الزحف المتسارع للجوع في أنحاء البلاد.
اتهمت السلطات الكوبية الولايات المتحدة بالوقوف وراء الأحداث، وأنها جزء من المؤامرة الممتدة على الدولة الكاريبية التي اختارت الشيوعية قبل عقود. لكن السلطات تدرك جيداً أن الأمر يتعلق بأيديولوجيا جديدة، فراحت تغير كثيراً من الأفكار الاقتصادية والسياسية في العالم، والتي يمكن تسميتها «أيديولوجيا الجائحة».
في عام 1991 سقط الاتحاد السوفييتي وانهارت الكتلة الاشتراكية في العالم، وتأثرت كوبا إثر ذلك، حتى إنها واجهت أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها المعاصر عام 1993. وها هي الجائحة تدفع البلاد إلى أزمة جديدة، أسوأ من سابقتها، وهي الأكثر خطورة في تاريخ كوبا المعاصر.
قبل عقود، طبق فيدال كاسترو الشيوعية في بلاده، وتلاشت الشركات الخاصة تماماً، وفي عام 1970 واصل وعوده باقتصاد قوي في بلد قوي، حيث أعلن عن الوصول «قريباً» إلى إنتاج (10) ملايين طن من السكر سنوياً. وهو «قريب» لم يأتِ بعد، فعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن، فإن إنتاج كوبا من السكر لا يتجاوز المليون طن سنوياً.
في عام 1990، وقبيل السقوط الكبير للمنظومة الاشتراكية، راح كاسترو يتحدث عن الانفتاح، والاستثمار، والعمل الخاص. ولكن ذلك كان محدوداً.
وفي 2021، كان لا بد من توّجه أكثر وضوحاً نحو الرأسمالية. ويقول البعض: إن الصين «الشيوعية - الرأسمالية» قد تكون النموذج الأنسب للجزيرة الكاريبية الصاخبة.
وهنا يقول وزير الاقتصاد الكوبي، أليخاندرو خيل: «إنها بداية جيدة جداً»، في حين يقول الكوبيون: إنها لا تكفي! فسرعة الانهيار قد تفوق سرعة الإصلاح، إذ تحتاج كوبا إلى خطوات أوضح وأكبر ومن دون تردّد، فالجوعى لا يستطيعون الانتظار طويلاً.