الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

بترول الشرق الأوسط.. والاستراتيجية البديلة

يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن متحمس للإسراع في توجيه اهتمام الولايات المتحدة نحو آسيا، وبعيداً عن الشرق الأوسط، وترى اليابان التي تعد حليفة للولايات المتحدة في هذه القارة، أن هذا التطور مفيد ومرغوب.

وإذ يتنافس حلفاء واشنطن عادة على الفوز بالتزامها بأمن مناطقهم، كان من الواضح أن القوة الأمريكية تمثل الضمانة الحاسمة لأمن الحلفاء في الشرق الأوسط وآسيا على حد سواء. والآن، أصبحت هذه «البضاعة» الأمريكية نادرة ومطلوبة بعد أن بدأت رغبة واشنطن بالتدخل في القضايا العالمية تتضاءل وتنحسر بشكل كبير.

ربما لا يؤدي انسحابها من أفغانستان إلى نهاية «القرن الأمريكي»، فنحن نتذكر أن هزيمتها في فيتنام لم يترتب عليها تأثير «الدومينو» والانهيار المتتابع للدول الليبرالية في جنوب شرق آسيا وشرقها، بل أدى إلى تقليص عدد حلفائها في المنطقة، وساعد في انتصارها على الكتلة الاشتراكية بعد 15 عاماً.


أما الآن، وبعد أن دافع بايدن بحماسة عن قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وشدّد على نفي اضطلاع الولايات المتحدة بمهمة مكافحة حركات التمرّد ودعم جهود بناء الدول الوطنية، فإن هذا التحوّل الكبير يخلق التحديات أمام حلفائها المقربين ويفتح أمامهم في الوقت ذاته فرصاً جديدة.


لقد تحول الهدف النهائي إلى آسيا، ومعالجة النتائج المترتبة على الهيمنة الصينية في منطقة الشرق، ومن شأن هذا التحول الاستراتيجي أن يساعد اليابان والحلفاء الآخرين للولايات المتحدة في تلك المنطقة على الصمود في وجه التحديات.

ويضطلع دور اليابان بشكل خاص بالإسراع لطمأنه الولايات المتحدة بالتزامها بدورها في أمن الحلفاء والعمل على لعب دور أكثر نشاطاً في دعم النظام الدولي الليبرالي الذي تقوده.

أصبحت طوكيو تتمتع بفرصة تولي القيادة وتنسيق الجهود المشتركة لحلفاء الولايات المتحدة في منطقة آسيا - المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا والمحيط الهندي ودول الناتو في آسيا من أجل الحفاظ على عالم حرّ ومفتوح.

ويمكن لبلدان الشرق الأوسط ذات العلاقات القوية مع الولايات المتحدة أن تنضم إلى هذا التحالف الذي يجمع دولاً تفكر بالطريقة ذاتها من أجل ضمان الأمن البحري.

وبالرغم من كل هذا فإن اهتمام اليابان بمنطقة الشرق الأوسط لن يتضاءل، فلدى واشنطن الكثير من الأسباب التي تدفعها لتخفيض مستوى اهتمامها بمنطقة الشرق الأوسط، من أهمها أعباء وخسائر حربي أفغانستان والعراق، وتراجع اعتمادها على بترول الشرق الأوسط.. أما اليابان فإن أمن الطاقة يدفعها بقوة للعمل على تعزيز علاقاتها بدول المنطقة.