2021-09-11
صادف يوم أمس السبت، حلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في الولايات المتحدة.
ولقد مثّل ذلك اليوم، بداية لعقدين متواصلين مما يسمى «الحرب ضد الإرهاب». وعشنا عصراً كان النضال فيه ضد المنظمات الإرهابية المتطرفة يحظى بالأولوية المطلقة في السياسة الأمنية والدبلوماسية للولايات المتحدة وحلفائها، كانت رحاها تدور بشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط لتصل إلى أفغانستان. وضمّت تحالفاً عالمياً واسعاً يتألف من دول ذات خطوط متشابهة في التفكير فضلت الوقوف في صفّ الولايات المتحدة ولكن بدرجات متفاوتة من الحماس.
ولم يكن هناك ثمّة شك بأن فترة تمتد لنحو 20 عاماً كانت كافية لإنتاج جيل من الخبراء والعلماء المتخصصين في إدارة مظاهر ومراحل الحرب على الإرهاب، بما فيها مكافحة حالات التمرّد والعمل على بناء الدولة الوطنية. وهؤلاء، هم أمريكيون وشرق أوسطيون ومواطنون من دول حليفة للولايات المتحدة أو من دول عالمية تتفق في طرق وأساليب التفكير.
ولولا الظهور المفاجئ لوباء كورونا، لكان من الممكن للذكرى العشرين لهذه الحرب أن تكون مناسبة لتبادل عبارات الشكر والتقدير بين الدول التي شاركت بعزيمة وتفانٍ في التصدي لنشاطات الجماعات المتطرفة واحتوائها، والتي عليها الآن أن تكرّس فكرة توحيد صفوفها من جديد لتحقيق هدف الهزيمة النهائية للتطرف الآخذ في التوسع والانتشار في جميع أنحاء العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.
ولكن، وبشكل مفاجئ، أعلن الرئيس جو بايدن عن تصميمه على وضع حدّ لهذه الحرب وإنهائها تماماً وأمر بالسحب «العشوائي» للقوات الأمريكية من أفغانستان وتنكّر لرغبة ومسؤولية الولايات المتحدة في شنّها.
إنها بحق مرحلة جديدة لـ«إعادة الضبط العظمى» للأوضاع من طرف الرئيس بايدن عندما أعلن التخلّي عن الأعباء العسكرية التي تكفلت بها أمريكا منذ 11 سبتمبر 2001.
للأسف الشديد انتهت تلك الحرب، ولم تعد تشكل أولوية للولايات المتحدة والتحالف الدولي، وأصبحت الأجندة السياسية الجديدة تتعلق بالتنافس بين القوى العظمى والمواجهة المحتدمة بين الصين والولايات المتحدة.
وربما تكون الساعة قد أزفت لسؤال الدول بإصرار عن الجهة التي ستنحاز إليها في هذه المرحلة من التنافس العالمي على القوة، وسيحتاج العالم لخبرات جديدة في السياسات العامة والسياسات الصينية وفي الاقتصادات الناشئة للتعامل مع الأوضاع الجديدة.
ومن الجدير أن نتساءل: هل مات أولئك الذين سقطوا في الحرب ضد الإرهاب خلال العقدين الماضيين؟ والجواب هو أن الجنود الأوفياء يغيبون عن المشهد ولكنهم لا يموتون أبداً.
ولقد مثّل ذلك اليوم، بداية لعقدين متواصلين مما يسمى «الحرب ضد الإرهاب». وعشنا عصراً كان النضال فيه ضد المنظمات الإرهابية المتطرفة يحظى بالأولوية المطلقة في السياسة الأمنية والدبلوماسية للولايات المتحدة وحلفائها، كانت رحاها تدور بشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط لتصل إلى أفغانستان. وضمّت تحالفاً عالمياً واسعاً يتألف من دول ذات خطوط متشابهة في التفكير فضلت الوقوف في صفّ الولايات المتحدة ولكن بدرجات متفاوتة من الحماس.
ولم يكن هناك ثمّة شك بأن فترة تمتد لنحو 20 عاماً كانت كافية لإنتاج جيل من الخبراء والعلماء المتخصصين في إدارة مظاهر ومراحل الحرب على الإرهاب، بما فيها مكافحة حالات التمرّد والعمل على بناء الدولة الوطنية. وهؤلاء، هم أمريكيون وشرق أوسطيون ومواطنون من دول حليفة للولايات المتحدة أو من دول عالمية تتفق في طرق وأساليب التفكير.
ولولا الظهور المفاجئ لوباء كورونا، لكان من الممكن للذكرى العشرين لهذه الحرب أن تكون مناسبة لتبادل عبارات الشكر والتقدير بين الدول التي شاركت بعزيمة وتفانٍ في التصدي لنشاطات الجماعات المتطرفة واحتوائها، والتي عليها الآن أن تكرّس فكرة توحيد صفوفها من جديد لتحقيق هدف الهزيمة النهائية للتطرف الآخذ في التوسع والانتشار في جميع أنحاء العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.
ولكن، وبشكل مفاجئ، أعلن الرئيس جو بايدن عن تصميمه على وضع حدّ لهذه الحرب وإنهائها تماماً وأمر بالسحب «العشوائي» للقوات الأمريكية من أفغانستان وتنكّر لرغبة ومسؤولية الولايات المتحدة في شنّها.
إنها بحق مرحلة جديدة لـ«إعادة الضبط العظمى» للأوضاع من طرف الرئيس بايدن عندما أعلن التخلّي عن الأعباء العسكرية التي تكفلت بها أمريكا منذ 11 سبتمبر 2001.
للأسف الشديد انتهت تلك الحرب، ولم تعد تشكل أولوية للولايات المتحدة والتحالف الدولي، وأصبحت الأجندة السياسية الجديدة تتعلق بالتنافس بين القوى العظمى والمواجهة المحتدمة بين الصين والولايات المتحدة.
وربما تكون الساعة قد أزفت لسؤال الدول بإصرار عن الجهة التي ستنحاز إليها في هذه المرحلة من التنافس العالمي على القوة، وسيحتاج العالم لخبرات جديدة في السياسات العامة والسياسات الصينية وفي الاقتصادات الناشئة للتعامل مع الأوضاع الجديدة.
ومن الجدير أن نتساءل: هل مات أولئك الذين سقطوا في الحرب ضد الإرهاب خلال العقدين الماضيين؟ والجواب هو أن الجنود الأوفياء يغيبون عن المشهد ولكنهم لا يموتون أبداً.