السبت - 21 ديسمبر 2024
السبت - 21 ديسمبر 2024

الخيال السياسي

كواجهة بطراز غريب، لفتني مصطلح يحمل عنوان «الخيال السياسي»، حيث الغرابة تكمن في كيفية أن يكون للسياسة خيال مفتوح يحلق في المجهول، في حين أن الواقع يتحدث عن ثبات الأجندات وعمق المخططات والوضوح فيما هو آت.

وحين يوجد الخيال، أحلّق.. وأردت أن أبتعد عن المشهد الحالي من اختلاطات أيديولوجية تنفجر حرائق هنا، ونزاعات هناك، لأتخيل لو أن السياسة حالمة فعلاً كما الخيال، وأننا نعيش في يوم عادت بها الأرض كما كانت بلا حدود، الإنسان بها أخ للآخر دون مطامع أو قيود.

نعود إلى أرض الواقع من خلال تعريف الكاتب «عمّار علي حسن» للخيال السياسي بأنه التنبؤ بما سيأتي بعد فهم ما جرى، وتحليل ما يجري، بالترافق مع التأمل والبصيرة في استبطان الأمور، وبأن ما شهدناه من ثورات الربيع العربي ـ مثلاً ـ هو نتاج قصور في المخيلة السياسية العربية، وجمود الرؤى الاستشرافية للمستقبل، ما جعل من السياسات قاصرة لا ترى أبعد من موطئ قدميها!


من جانب آخر، حين أنظر لمنجزات دولة بعمر الخمسين وهي تنافس أعتى الدول تقدماً وتاريخاً، أجد أن دولة الإمارات - دون مجاملة - خير مثال سيضرب لمن وظّف الخيال السياسي لخدمة بناء الوطن والأجيال واستباق المستقبل، وبأنها التجربة الحقيقية والناجحة - لربما الوحيدة - التي سيحتذى بها حين تحير التعريفات في إيجاد النماذج.


يقول دانييل غيران: «إن الجماعات السياسية التي تختصر أعضاءها في دورٍ سلبي، بلا إبداع ولا خيال، ينتظرون دوماً أن تُحركهم أوامر فوقية؛ لا يُمكنها أن تُسهم بحال في تغيير العالم».