الأربعاء - 18 ديسمبر 2024
الأربعاء - 18 ديسمبر 2024

دبلوماسية التجوّل في حقول الألغام

تتحدث أنباء عن جولة وشيكة لوزير الخارجية الياباني «توشيميتسو موتيغي» في منطقة الشرق الأوسط هذا الشهر، يزور خلالها معسكرات متعارضة، ولا تزال الرحلة قيد الدراسة، وتسرّبت عن برنامجها معلومات أوليّة تفيد بأنها سوف تشمل إيران وإسرائيل وسط «حرب الظل» البحرية غير المعلنة بين الدولتين.

وسوف تشمل زيارة «موتيغي» مصر وتركيا وقطر والأردن والضفة الغربية، ومن المعروف أن تحقيق السلام والازدهار للشعب الفلسطيني يقع على رأس اهتمامات الدبلوماسية اليابانية في منطقة الشرق الأوسط.

وتُعتبر اليابان دولة دخيلة على النزاعات المعقدة التي تسود المنطقة، وليس لها أي ماضٍ استعماري فيها، وهذا ما يؤهلها لتجاوز الخطوط الساخنة التي تفصل بين الأقطاب المتنافرة، والتحدث للأطراف المتنازعة في أي مواجهة قائمة.


وفي كثير من الأحيان، وأثناء سعي اليابان لأن تكون وسيطاً نزيهاً لتحقيق السلام في المنطقة، تجد نفسها على خط النار بين الأطراف المتخاصمة.


وفي فترة حكم رئيس الوزراء الياباني المنصرف «شينزو آبي»، قام بزيارة إلى إيران، وتزامنت اجتماعاته مع المسؤولين الإيرانيين في 13 يونيو 2019، مع هجمات متكررة غامضة على ناقلات نفط متعددة في خليج عُمان، وكانت إحداها مملوكة لشركة يابانية.

وأظهرت صور الفيديو الناقلة اليابانية «كوكوكا كوراجيوس» وهي تُطلق الدخان الأسود في السماء في اليوم الذي كان فيه «شينزو آبي» يعقد اجتماعاً مع المرشد الإيراني، وكان ذلك بمثابة الدليل الواضح على مدى صعوبة الدور الذي تلعبه اليابان كوسيط محايد في الشرق الأوسط.

ومرة أخرى، وفي 29 يوليو الفائت، قبل أن يبدأ وزير الخارجية الياباني زيارته الخليجية، تعرضت السفينة اليابانية المملوكة لشركة «ميرسير ستريت» لهجوم بطائرة مسيّرة أثناء إبحارها في خليج عُمان، وأسفر الهجوم عن مقتل اثنين من طاقمها، واتهمت بعض الدول الغربية الحرس الإيراني بتنفيذ الهجوم إلا أن المسؤولين الإيرانيين سارعوا لنفي الاتهام.

وتتكفّل شركة «زودياك ماريتيم» البريطانية بتشغيل السفينة اليابانية، وهي شركة يمتلكها رجل أعمال إسرائيلي يدعى «إيال عوفير»، المعروف بتنفيذ عمليات تجارية مع إيران على الرغم من إصرار الحكومة الإسرائيلية على فرض العقوبات الاقتصادية والتجارية على إيران.

وتقدم هذه الحادثة دليلاً جديداً يؤكد على مدى معاناة اليابانيين من التعامل الدبلوماسي، مع الأوضاع السياسية المعقدة في منطقة الشرق الأوسط.

وربما يكون ذلك قد حدث بمحض الصدف، وفي ظل خلافات لا تنتهي في المنطقة، إلا أن اليابانيين يتخوّفون من التخريب المتعمد لأي وساطة دبلوماسية يتكفلون بها في الشرق الأوسط.