الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

الحلم العالمي للتخلص من الكربون

أصبحت السّياسات البيئيّة العالميّة تلتقي عند الشعار الطنَّان (الصفر الصافي بحلول عام 2050)، ولم يعد في وسع البلدان المستهلكة والمستوردة للطاقة، ولا البلدان المنتجة والمصدرة لها، أن تتخلَّى عن العمل على تحقيق هدف «الانبعاثات الصِّفريّة» للغازات المسبّبة للاحتباس الحراري.

وتحرص الدول الصناعيَّة الكبرى والمنظمات الدولية، على تبنّي الخطط الطموحة لبلوغ عصر«الكربون المُحايد» carbon neutral بحلول عام 2050.

ويُعتبر الاتحاد الأوروبي، المدافع الأول عن القضية البيئية، والقائد الأهم لهذه المنافسة الاستراتيجية المرتبطة بتحديد الأهداف المنتظرة، وهو يقترح عدة سيناريوهات لخفض الانبعاثات الغازية الضارة بالبيئة بمقدار النصف بحلول عام 2030 مقارنة مع كمياتها التي أُطلقت في جو الأرض عام 1990.


وتهدف الخطط الموضوعة تحت شعار «الصفقة الأوروبية الخضراء» لبلوغ عصر «الكربون المحايد» بحلول عام 2050.


وتعهدت الصين، التي تعدّ أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، بتحقيق هدف «الانبعاثات الصفرية» بحلول عام 2060، وجاء ذلك في خطاب ألقاه الرئيس الصيني «تشي جين بينغ» أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر 2020.

واقترحت الصين من خلال خطتها الخمسية الـ14 التي تمتد بين عامي (2021 و2025)، مخططاً يبلغ فيه منحنى انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 ذروته عام 2030.

وانضمت اليابان إلى هذه الجوقة التنافسية، وأعلنت عن انطلاق العمل بخطة وطنية تهدف لبلوغ اقتصاد «ما وراء الصفر» اعتباراً من شهر أبريل الماضي، بحيث تبلغ حالة «الكربون المحايد» عام 2050، وخفض الانبعاثات بمعدل 46% بحلول عام 2030 مقارنة بانبعاثات عام 2013.

ويوم الأحد الماضي الموافق 25 يوليو، تبنّت الحكومة الإسرائيلية خطة تهدف لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 85% بحلول عام 2050 مقارنة بما كانت عليه عام 2015، مع الإشارة لهدف مؤقت يقضي بتخفيضها بنسبة 27% بحلول عام 2030.

ومؤخراً، بادرت إندونيسيا، هذا النمر الاقتصادي في جنوب شرق آسيا، لتقديم الوثائق المتعلقة بسياستها التنموية منخفضة الكربون للأمم المتحدة، وحدَّدت لنفسها هدفاً يقضي بخفض انبعاثاتها الكربونية إلى الصفر بحلول عام 2060، وتحدثت عن خفض مؤقت للانبعاثات بنسبة 41% بحلول عام 2030 اعتماداً على المساعدات التقنية الدولية.

وتداول أوساط مهتمة بشؤون البيئة أخباراً تفيد بأن الإمارات العربية المتحدة تعتزم أن تكون أوّل دولة منتجة للنفط تتعهد بتحقيق هدف «الصفر الصافي» من الكربون بحلول عام 2050، ويبدو الأمر كما لو أن بلدان العالم تتنافس فيما بينها في سرعة التخلص من الانبعاثات الكربونية.