الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

عزل الصين.. صعب التحقق

منذ سنوات والساسة الأمريكان يحاولون عزل الصين، أو ما يحب البعض تسميته احتواء نفوذها؛ وهو عنوان ألطف وأجمل في عيون الصحافة العالمية، لكن الحقيقة أن هذه المسميات لا تدل إلا على شيء واحد؛ هو عزل الصين ورفض تواجدها المؤثر على الساحة الدولية، ولكن عن أي عزل يتحدثون، وهي اليوم مصنع العالم وراعي السلام فيه؟.

قول «كيشور مهبوباني»، الزميل البارز في معهد آسيا للأبحاث بجامعة سنغافورة الوطنية: «إن أمريكا ستجد نفسها معزولة إذا حاولت عزل الصين»، يمثّل حقيقة، فالعالم اليوم يريد من يساعده على تحسين أحواله الداخلية، والدول بحاجة لمن يقدم لها يد العون لتحسين حياة شعبها، وهذا ما تقوم به من خلال مشاريعها التنموية العالمية ومن خلال العلاقات الثنائية المبنية على المصالح المشتركة، وكلما تحاول أمريكا عزل الصين فهي كمن يحفر حفرة لنفسه.

لقد سمعنا في الكثير من الأوقات تصريحات للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، منها قوله: «إن محاولات عزل روسيا أو فرض عقوبات عليها ستكون نتائجه عكسية على أمريكا»، كما سمعنا تصريحات كثيرة من قبل العديد من القادة والمحللين العالميين، منها: «أن أي محاولة أمريكية لمعالجة الأمور العالمية بطريقتها الحالية ستكون نتائجها عكسية على أمريكا، وهذا ما حصل فعلاً، ووجدنا تقلصاً للدور الأمريكي العالمي، وهذا لم يكن ليحدث لو حاولت أمريكا المساعدة في بناء مجتمع أكثر استقراراً.

أقول إنه حلم كونه بعيداً كل البعد عن الواقع وصعب التحقق، لأن الصين أثبتت للعالم أنها الشريك المثالي للتنمية والتطور، وأيّ محاولة لصدها، تعتبر عملاً ضد دول عديدة تريد النهوض بدولها وبشعوبها، خصوصاً في هذا الوقت الذي بات العالم فيه أكثر انفتاحاً، والجميع يريد الاستفادة من هذا الانفتاح، والفرص التي يمكن تحقيقها من هذه المعطيات.