خلال الأيام القليلة الماضية أعلنت شركة «هواوي» الصينية عن دخولها عالم السيارات الذكية، وعزمها للاستثمار في هذا المجال بعد أن طورت نظام القيادة الذاتية الخاص بها، وتعمل على تجريبه وتطويره بالتعاون مع عدة من شركات السيارات الصينية، وهذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها الشركات الصينية هذا المجال، فقد سبق أن تمت شراكة بين موقع البحث الأشهر في الصين «بيدو» وشركة «شيري» للسيارات لتطوير سيارة ذاتية القيادة.
الشركات الصينية الناشئة بدأت بدخول سوق السيارات الكهربائية والذاتية بشكل كبير خلال السنوات الماضية، حيث بدأنا نشاهد نماذج صينية لسيارات متطورة، ومن ضمن هذه النماذج سيارة شركة «نيو» الصينية المنافسة لشركة تسلا الأمريكية، إذ تعمل الشركة على تطوير سيارة كهربائية وذاتية القيادة، وسعرها سيكون النصف مقارنة بـ«تسلا».
صحيح أن تسلا تتربع على عرش السيارات الكهربائية الذكية والمتطورة ولكن المنافسة ستحتدم خلال السنوات المقبلة في هذا المجال، خصوصاً مع ظهور بعض القوانين الخاصة بحماية البيئة ومنع دخول السيارات المعتمدة على البترول لبعض الدول الأوربية خلال الـ١٥ عاماً المقبلة، وسيارة تسلا من حيث السعر لا تناسب أغلبية شعوب العالم، ولذلك دخول الصين وشركاتها لهذا المجال سيوجد لنا سيارات بسعر مناسب، وهذا ما تقوم به شركة مثل بيتون الصينية، والتي تحاول إيجاد سيارات على مستوى عال من الكفاءة وبأسعار منافسة.
مما هو ظاهر الشركات الصينية تعلمت من دروس الماضي وأوجدت لها خطاً خاصاً بها، بعيداً عن الشركات العالمية وأصبحت هناك طفرة في التكنولوجيا الصينية الخاصة بالخدمات الذكية، وقد لاحظنا أن كبريات شركات السيارات العالمية مثل: مرسيدس وبي إم دبليو توجهها للشركات الصينية مثل«تشاومي» و«علي بابا» لإدخال أنظمتها الإلكترونية والذكية لسياراتها.
عالم السيارات الذكية وتقنيات القيادة الذاتية سيتطور مع مرور السنوات، ورغم وجود توجه عالمي لتشجيع الناس على التوجه نحو السيارات الكهربائية إلا أن ارتفاع أسعارها يصعب هذا الأمر، ومن وجهة نظري إلا استطاعت الصين وشركاتها إيجاد سيارات ذكية ومتطورة وبكفاءة عالية وبسعر مناسب وسوقت لها بالطريقة المثالية سنجد اكتساحاً صينياً لهذا المجال في مقبل السنوات، والصين لديها جميع المقومات لتحقيق هذه المعادلة الصعبة، والتي تعجز عن توفيرها معظم دول العالم، وهذه هي فرصة الصين لدخول عالم إنتاج السيارات واللحاق بالركب العالمي في هذا المجال.