السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

أمريكا الجديدة

«أنا سعيد ببناء حكومة جديدة تشبه أمريكا».. هكذا أشاد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن عند لقائه عناصر حكومته الجديدة، عندما قال كذلك إن حكومته الجديدة ضمت كل فئات المجتمع بما فيهم الأقليات.

هكذا انطلقت الحكومة الأميركية بثوب جديد، تمدُّ يدها نحو الكل حسب تعبير بايدن، وتشارك الجميع الحضور والفكرة.. ربما يريد الرجل أن يتخذ طريق التصالح مع الجميع، والجميع هنا أقصد بها الحكومات والديانات والتيارات والمذاهب والمجتمعات الصغيرة، وهو طريق عادةً ما يسلكه الديمقراطيون الذين حكموا من قبل، نهج يتسم بالمرونة والعبقرية في ذات الوقت، ليستفيد الجميع، عكس تيار الحزب الجمهوري الذي يراه البعض مجافياً لكثير من السياسات الداخلية والخارجية، ومتحفظاً في كثير من المناسبات.

في كلتا الحالين، تقف دولة الإمارات، موقفاً مشرفاً تجاه العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تمكنت الدبلوماسية الإماراتية من تحقيق التوافق المتوازن خلال الحقب الأمريكية المختلفة، وكانت نتائج ذلك دائماً أن الإمارات استطاعت أن تزيح الستار، وتكشف مسرح الأحداث بينها وأمريكا، فأصبحت العلاقة واضحة ومتزنة وجلية للكل، بمستوى مكانة الدولتين، ومدى التفاهمات بينهما في شتى المجالات.

ولعلَّ ما يميز الحكومة الجديدة بقيادة بايدن ونائبته كاميلا هاريس، هو أنهما يتميزان بحنكة سياسية ليست وليدة اللحظة، وإنما على مستوى عقود مضت، حيث عَمِلا جديّاً خلالها ليصلا لهذه اللحظة، لحظة مفصلية في خواتيم عمر الرجل الذي حاول مراراً الوصول، ليحقق حلمه وحلم الديمقراطيين، وحلم العاشقين للديمقراطية هنالك في دولة تضم مئات الجنسيات والأعراق، وتستحق فعلياً أن نصفها بـ«عظيمة».