صنع تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا وداعموه الدوليون والإقليميون سحابات من التفاصيل والتنظيرات والاعتراضات، والمعارك السياسية اللفظية المباشرة والافتراضية على مدار شهر مضى، وتحديداً منذ صدمتهم من اتفاق جنيف في 23 أكتوبر الماضي، وبالتزامن سارعت تركيا وقطر من تعزيز التواجد العسكري غرب ليبيا.
وسحبت تفاصيل المسارات السياسية الليبية أنظار الحالمين بمستقبل أفضل في ليبيا، وتعلقت أنظار الجميع بمداولات الملتقى السياسي في تونس من جانب، وكواليس لقاءات بوزنيقة وطنجة من جانب آخر، وخلف ضباب كل تلك التفاصيل والتنظيرات والمعارك اللفظية والطنطنات الافتراضية، تمكَّن أردوغان ومن معه، من تعزيز وجوده العسكري في غرب ليبيا بشكل غير مسبوق.
وعلى الرغم من أن أردوغان وتميم والليبيين الموالين لهما في غرب ليبيا، لم يتوقفوا يوماً عن ضخ المرتزقة والسلاح منذ أبريل 2019، إلا أنه ومنذ 25 أكتوبر 2020 وإلى اليوم شهدت ليبيا نشاطاً عسكرياً تركياً وميليشياوياً مكثفاً، وما تمَّ رصده فقط خلال شهر واحد هو 22 رحلة لطائرات شحن عسكرية تركية، معظمها من طراز 130 سي لوكهيد العملاقة، إضافة إلى عدد غير محدد من السفن المحملة بالسلاح، كان آخرها ما كشفته القوات الألمانية واعترضتها في البحر المتوسط، وبعدها بيوم وصلت 4 طائرات شحن عسكرية تركية إلى غرب ليبيا قادمة من المطارات العسكرية التركية، مع تردد أنباء حول وصول مقاتلات عمودية تركية إلى غرب ليبيا.
كما شهد مطار الكلية الجوية بمصراتة ومطار عقبة بن نافع بمنطقة الوَطْية ــ أقصى الغرب الليبي ــ تجهيزات كبرى وغير مسبوقة أيضاً خلال شهر نوفمبر، بما فيها تجهيزات لاستقبال طائرات إف 16، وعلى الجانب نفسه ترددت أنباء عن عزم تركيا وقطر البدء في تصنيع السلاح على الأراضي الليبية، وتحديداً في مصنعي السبيعة و47 جنوب طرابلس تحت غطاء (تطوير الصناعات الدفاعية الليبية).
ومع هذه التجهيزات العسكرية، والتهديد المباشر للأمن الدولي والإقليمي والليبي، والتحدي التركي والقطري المعلن للقرارات الدولية، اكتفت القوى الدولية والبعثة الأممية في ليبيا بزعامة المندوبة بالإنابة ستيفاني ويليامز بالترويج لحالة وروح إيجابية ليبية، تراها هي فقط ومعها المبعوث السابق إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة، والذي ثمَّن في عدة تغريدات جهود نائبته في ليبيا في تحقيق جزء من خريطته التي وضعها، قبل أن يستقيل في مارس الماضي لظروف قال وقتها: «إنها صحية».