2020-09-29
أعلنت واشنطن عن ترحيبها بمبادرات الحوار الأخيرة بين تركيا واليونان للحد من التوتر في شرق البحر المتوسط، وذلك في بيان صادر عن الخارجية الأمريكية يوم 25 سبتمبر الجاري، في اللحظة التي تطالب أنقرة بأن يكون موقف واشنطن محايداً، وربما يمكن القول إن السياسة التركية قد نجحت بتخفيف حدة التوتر بينها وبين اليونان وقبرص بجهود أوروبية تزعمتها ألمانيا، بعد أن كادت تصل إلى حافة الحرب.. فهل تنجح السياسة التركية في تحييد الدور الأمريكي، أم سيبقى هذا التحدي رهن التطورات في الأيام المقبلة، حيث إن رسائل أمريكا إلى اليونان وقبرص لا تشير إلى ذلك؟
إن تصريحات المسؤولين بالخارجية الأمريكية تقول: إن التوتر الأخير الذي شهدته المنطقة كان «مقلقاً»، وإنهم تلقوا نبأ استئناف المباحثات في 22 سبتمبر الجاري بكل ترحيب، لأن إنهاء الصراع بين حليفَي الناتو تركيا واليونان وإقامة الحوار بينهما له «أهمية كبيرة»، ولكن كثافة زيارات المسؤولين السياسيين والعسكريين الأمريكيين إلى اليونان وقبرص، وإجراء مناورات عسكرية مع اليونان بالدبابات الأمريكية الحديثة على الحدود اليونانية ـ التركية، ومن قبلها إجراء مناورات مع قبرص الجنوبية، وقبلها رفع حظر تزويدها بالأسلحة الأمريكية، وانتقاد أمريكا للسياسة التركية بشأن شرق المتوسط، كل ذلك مدعاة لمخاوف تركيا من الموقف الأمريكي بشأن الصراع مع قبرص واليونان وشرق المتوسط.
لا شك أن استجابة تركيا للمطالب اليونانية بالعودة إلى الوراء خطوة واحدة كي تبدأ مباحثات سلمية، وتنفيذ تركيا لهذه الرغبة اليونانية لإنجاح الجهود الدبلوماسية، قد أرضى الوساطة الأوروبية الألمانية والإيطالية والإسبانية، ونجح في سحب فتيل الحرب، لكنه ربما أغضب أمريكا وجعلها تسرع الخطى نحو اليونان لإفشال مفاوضاتها مع تركيا، بدليل وعدها لليونان بتقديم دعم عسكري قوي وكبير، وكأن التصريحات الأمريكية تعاكس التصرفات العملية على الأرض، فعودة التشدد اليوناني والقبرصي لن تكون مدعومة من فرنسا هذه المرة، وإنما من أمريكا، وبالأخص أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أبدى رغبة في الاتصال مع تركيا ودعوتها للتفاهم والحلول السلمية، ودعوتها إلى أن يكون سلوكها في المتوسط منسجماً مع الرؤية الأوروبية وغير معارض لها.
لقد كان رد فعل اليونان إيجابياً على سحب سفينة التنقيب التركية، وقالت الخارجية اليونانية: إن عودة السفينة خطوة إيجابية مبدئية لتهدئة التوتر بين البلدين، واتجهت نحو المفاوضات بعد رفع الضغوط الفرنسية عنها، وهو ما ينبغي أن يتواصل بغض النظر عن الموقف الأمريكي، لأن خسائر الحروب لا تطال الحكومات ولا الأحزاب الحاكمة فقط، بل تطال حياة شعوب المنطقة كلها.
إن تصريحات المسؤولين بالخارجية الأمريكية تقول: إن التوتر الأخير الذي شهدته المنطقة كان «مقلقاً»، وإنهم تلقوا نبأ استئناف المباحثات في 22 سبتمبر الجاري بكل ترحيب، لأن إنهاء الصراع بين حليفَي الناتو تركيا واليونان وإقامة الحوار بينهما له «أهمية كبيرة»، ولكن كثافة زيارات المسؤولين السياسيين والعسكريين الأمريكيين إلى اليونان وقبرص، وإجراء مناورات عسكرية مع اليونان بالدبابات الأمريكية الحديثة على الحدود اليونانية ـ التركية، ومن قبلها إجراء مناورات مع قبرص الجنوبية، وقبلها رفع حظر تزويدها بالأسلحة الأمريكية، وانتقاد أمريكا للسياسة التركية بشأن شرق المتوسط، كل ذلك مدعاة لمخاوف تركيا من الموقف الأمريكي بشأن الصراع مع قبرص واليونان وشرق المتوسط.
لا شك أن استجابة تركيا للمطالب اليونانية بالعودة إلى الوراء خطوة واحدة كي تبدأ مباحثات سلمية، وتنفيذ تركيا لهذه الرغبة اليونانية لإنجاح الجهود الدبلوماسية، قد أرضى الوساطة الأوروبية الألمانية والإيطالية والإسبانية، ونجح في سحب فتيل الحرب، لكنه ربما أغضب أمريكا وجعلها تسرع الخطى نحو اليونان لإفشال مفاوضاتها مع تركيا، بدليل وعدها لليونان بتقديم دعم عسكري قوي وكبير، وكأن التصريحات الأمريكية تعاكس التصرفات العملية على الأرض، فعودة التشدد اليوناني والقبرصي لن تكون مدعومة من فرنسا هذه المرة، وإنما من أمريكا، وبالأخص أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أبدى رغبة في الاتصال مع تركيا ودعوتها للتفاهم والحلول السلمية، ودعوتها إلى أن يكون سلوكها في المتوسط منسجماً مع الرؤية الأوروبية وغير معارض لها.
لقد كان رد فعل اليونان إيجابياً على سحب سفينة التنقيب التركية، وقالت الخارجية اليونانية: إن عودة السفينة خطوة إيجابية مبدئية لتهدئة التوتر بين البلدين، واتجهت نحو المفاوضات بعد رفع الضغوط الفرنسية عنها، وهو ما ينبغي أن يتواصل بغض النظر عن الموقف الأمريكي، لأن خسائر الحروب لا تطال الحكومات ولا الأحزاب الحاكمة فقط، بل تطال حياة شعوب المنطقة كلها.