2020-09-14
قال الربيع بن زياد الحارثي: كنت عاملاً لأبي موسى الأشعري على البحرين، فكتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمره بالقدوم عليه هو وعماله، وأن يستخلفوا من هو من ثقاتهم حتى يرجعوا.
فلما قدم المدينة سأل عما يعجب عمر من الهيئة، فاتخذ خفين ولبس جبة صوف خشنة ولاث رأسه بعمامة داكنة.
لما دخلوا على أمير المؤمنين؛ صفهم بين يديه وتأملهم فلم تأخذ عينه أحداً غير الربيع، فسأله عن اسمه وعُمره وما يتولى من الأعمال وكم راتبه.
ولما استكثر عليه الراتب، سأله ماذا يصنع به؟
فقال؛ أتقوت منها شيئاً وأعود بباقيها على أقارب لي فما فضل منها فعلى فقراء المسلمين، فقال عمر: لا بأس ارجع إلى موضعك.
ثم دعا بالطعام وإذا بخبز يابس وأكسار بعير أي عظم منزوعة اللحم، فجعل أصحاب الربيع يعافون ذلك، لكنه آكل بشراهة، ونظر فإذا عمر يراقب ذلك كله.، وتنتهي القصة بأن يأمر عمر بن الخطاب أبا موسى أن يقر الربيع على عمله وأن يستبدل أصحابه.
للقصة دلالات إدارية كثيرة، لكن استوقفني جمع الفاروق بين مبادئ الإدارة التقليدية والإدارة الحديثة في توليفة عبقرية، حيث اعتمد اللامركزية في اتخاذ القرارات، بتفويض ولات الأمصار لاختيار المستوى الثاني من قيادات المناطق أو من يعرفون بـ «العمال»، إلا أنه –في الوقت ذاته- لم يغفل عن القيام بدوره المركزي كونه المسؤول الأول أمام الله ثم أمام الرعية، في التأكد من حسن اختيارهم، فلا هو عطل ولات الأمصار في تسيير أعمالهم بسبب انشغالاته الجسيمة، ولا هو ترك لهم الحبل على الغارب دون مساءلة.
فلما قدم المدينة سأل عما يعجب عمر من الهيئة، فاتخذ خفين ولبس جبة صوف خشنة ولاث رأسه بعمامة داكنة.
لما دخلوا على أمير المؤمنين؛ صفهم بين يديه وتأملهم فلم تأخذ عينه أحداً غير الربيع، فسأله عن اسمه وعُمره وما يتولى من الأعمال وكم راتبه.
ولما استكثر عليه الراتب، سأله ماذا يصنع به؟
فقال؛ أتقوت منها شيئاً وأعود بباقيها على أقارب لي فما فضل منها فعلى فقراء المسلمين، فقال عمر: لا بأس ارجع إلى موضعك.
ثم دعا بالطعام وإذا بخبز يابس وأكسار بعير أي عظم منزوعة اللحم، فجعل أصحاب الربيع يعافون ذلك، لكنه آكل بشراهة، ونظر فإذا عمر يراقب ذلك كله.، وتنتهي القصة بأن يأمر عمر بن الخطاب أبا موسى أن يقر الربيع على عمله وأن يستبدل أصحابه.
للقصة دلالات إدارية كثيرة، لكن استوقفني جمع الفاروق بين مبادئ الإدارة التقليدية والإدارة الحديثة في توليفة عبقرية، حيث اعتمد اللامركزية في اتخاذ القرارات، بتفويض ولات الأمصار لاختيار المستوى الثاني من قيادات المناطق أو من يعرفون بـ «العمال»، إلا أنه –في الوقت ذاته- لم يغفل عن القيام بدوره المركزي كونه المسؤول الأول أمام الله ثم أمام الرعية، في التأكد من حسن اختيارهم، فلا هو عطل ولات الأمصار في تسيير أعمالهم بسبب انشغالاته الجسيمة، ولا هو ترك لهم الحبل على الغارب دون مساءلة.