الاثنين - 30 ديسمبر 2024
الاثنين - 30 ديسمبر 2024

2020.. التحديات والتوقعات

بالنسبة للإمارات العربية المتحدة فإن 2020 هو عام طال انتظاره لأنه يصادف إطلاق فعاليات معرض إكسبو العالمي في دبي، ومن المرجّح أن يجذب ما هو أكثر من التدفق الهائل للسياح والتغطيات الصحافية والإعلامية، ومن المنتظر أن تكون السنة الجديدة حافلة بمزيج من التحديات والتوقعات الكبرى في الدولة.

وبالنسبة للمنطقة والعالم بحر هذا الأسبوع، وقع حدثان بالرغم من عدم ارتباطهما بعضهما ببعض، إلا أنهما يؤكدان عدم وضوح الرؤى، أولهما هو: إسقاط الطائرة الأوكرانية المدنية من طرف الدفاعات الجوية الإيرانية من جهة، وثانيهما: رحيل المغفور له بإذن الله قابوس بن سعيد سلطان عمان، ويذكرنا هذان الحدثان بمدى هشاشة التوقعات، فضلاً عن الحاجة للحذر في مثل هذه البيئة السياسية المتقلبة، وليس من المبالغة القول إن مصير البشرية بات معرضاً للخطر بسبب سوء فهم سلوك الشركاء أو نياتهم الحقيقية.

إنه من المعروف أن التخطيط السياسي أو تحديد الرؤى بعيدة المدى من أجل حل المشاكل التي تشكل جزءاً من أي عملية تنموية اجتماعية، أو للتحضير لتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً، كلها من المهمات التي تقع في صلب النجاحات التي يحققها أي مسؤول أو إنسان مكلف بمهمة رسمية في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها.


إلا أن القرن الـ20 في أوروبا علمنا درساً قاسياً وهو أن حروب هذه الأيام لا تنتهي أبداً بمنتصر أو ظافر بالمعنى المطلق للكلمة، ومن الصعب جداً على الجيوش المنتصرة في ميادين المعارك إخفاء الثمن الباهظ الذي تكون قد تكبدته اقتصاداتها المتعثرة، ومجتمعاتها التي تقع وراء خط النار بسبب الحرب، فلقد أدت الحرب العالمية الأولى لولادة الثورة الروسية، وصعود نجم الحركة النازية في ألمانيا، وهو ما مهّد لاندلاع الحرب العالمية الثانية بعد عقدين من الزمن.


ولن يُكتب الانتصار في الحرب التي تخاض في الوقت الراهن ضد تنظيم داعش الإرهابي إلا عندما تتم معالجة أسباب ظهوره ونجاحه، وهذا الشرط بحد ذاته يتجاوز قدرة الأسلحة والجنود الذين يستخدمونها، وهذا ينطبق على ما يحدث في مناطق تمتد من مقاطعة كيدال في مالي، حتى جزيرة لامو في كينيا، وأيضاً على ما يحدث في سوريا والعراق.

ولا شك في أن التخلص من هذه المشكلات سيكون قبل كل شيء مسألة تمسك بترسيخ معاني الصدق والشرف والحكمة والقيادة الرشيدة، التي ستهتم بتعليم الفتيان والفتيات كيفية السير في الطريق الوحيد نحو التنوع الاقتصادي، وتخفيض معدل الولادات وتأمين مناصب العمل.

ويبقى علينا أن نتأكد مما إذا كانت الاستثمارات الأجنبية الضخمة في الزراعة والموارد المعدنية في أفريقيا، سوف تؤدي لنتيجة مشابهة أم أنها ستؤدي إلى العكس، وهل ستكون سبباً في الإحباط وعدم الاستقرار؟ وفيما تشخص الأبصار كلها نحو الخليج والمناطق المحيطة به، دعونا لا نغفل عن مرجل جنوب الصحراء الكبرى الذي يغلي.