الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

هل سيصبح اليورو مساوياً للدولار؟

يقترب اليورو من التساوي مع الدولار الأمريكي لأول مرة منذ 20 عاماً، وهذا يطرح سؤالاً انقسم حوله الاقتصاديون واستراتيجيو العملات، هل سيصبح اليورو مساوياً للدولار الأمريكي؟

لم يحدث تاريخياً أن انخفضت العملة الأوروبية- التي تشترك فيها 19 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 28 دولة- بأقل من سعر الصرف مع الدولار منذ إنشائها سنة 1999. توقع بنك ويلز فارجو أن يصل اليورو إلى سعر الدولار في غضون شهر، وقبل شهر تقريباً قال مُحللون من بنك إتش.إس.بي.سي -أحد أكبر البنوك- إنهم يتوقعون أن تكون قيمة اليورو الواحد مساويةً دولاراً واحداً بحلول نهاية هذا العام.

أدى تراجع اليورو بنسبة 8% تقريباً في منتصف مايو هذا العام مقابل الدولار إلى بث الحياة في ذلك السؤال القديم وهل سيحدث ذلك لأول مرة في التاريخ في عامنا هذا؟

على عكس اليورو تعززت قوة الدولار الذي يعد من الملاذات الآمنة بسبب المخاوف بشأن الحرب الروسية الأوكرانية

توالت المحن الاقتصادية على أوروبا، فلم تكد تخرج من إغلاقات الوباء حتى دخلت في مشكلة جيوسياسية على حدودها الشرقية أيقظت كوابيس الحرب العالمية، وأدخلتها في أزمة طاقة، أرسل ذلك اليورو هبوطاً وجعله يحوم حول سعر $1.05 الخميس الماضي، ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا خسر اليورو أكثر من 6% مقابل الدولار.

وعلى عكس اليورو تعززت قوة الدولار الذي يعد من الملاذات الآمنة بسبب المخاوف بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، ما زاد من تقارب قيمة العملتين كذلك التباعد في السياسات النقدية بين البنك المركزي الأوروبي ومجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فالأخير زاد من معدلات الاقتراض القياسية مرتين حتى الآن، وعادة ما تدعم أسعار الفائدة المرتفعة الدولار من خلال جعل الأصول الأمريكية أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن عوائد، بينما البنك المركزي الأوروبي ما زال متأخراً في تشديد سياساته النقدية، كل هذه العوامل والأحداث تجعل اليورو والدولار يندفعان بشدة إلى نقطة التقاء.

مع أن هذا الأمر محتمل، إلا أنه ليس كل الاقتصاديين الذين يراقبون السوق مقتنعين بحدوث هذا السيناريو. لا يزال يتعين على اليورو أن ينخفض إلى ما دون المستوى الفني - $ 1.034 وهو الذي وصل إليه اليورو سنة 2017، حتى نقترب من هذه الاحتمالية. اليورو لم يتغير هذا الأسبوع كثيراً حيث ثبت عند 1.04 يوم الثلاثاء بعد انخفاض استمر 3 أيام.

يرى بعضهم أن فكرة وصول اليورو إلى تساوٍ مع الدولار غير منطقية لأن ذلك يعني أن اليورو كان مقوماً بأقل من قيمته الحقيقية، وكلما تعمقنا في تلك الفكرة وجدنا أن فرص تكافؤ العملتين أقل إقناعاً.