بيعت تغريدة لجاك دورسي، مؤسس تويتر، بسعر 2.9 مليون دولار في العام الماضي وأصبحت ما يسمى بـNFT أو الرموز غير القابلة للاستبدال، أما في أبريل 2022 فكان أعلى عرض لشراء التغريدة قد وصل إلى 14 ألف دولار فقط، وفي هذا الشهر انهارت قيمة العملات الرقمية والرموز غير القابلة للاستبدال، فمن مبيعات كانت 255 ألف وصلت إلى 19 ألف هذا الشهر، وهذا انخفاض بنسبة 92%، في حين أن المحافظ النشطة قد انخفضت أعدادها بنسبة 88%.
قلة الاهتمام بالعملات الرقمية والرموز غير القابلة للاستبدال يمكن رؤيته في عدد الباحثين عنها في غوغل فقد انخفضت عمليات البحث عنها بنسبة 80% مقارنة بأول العام، وكلاهما وجد كثيراً من الضجيج والأخبار في أوله، وقد كانت هذه فترة ذهبية قصيرة العمر لأخبار شراء أعمال بمبالغ كبيرة، فيما انقسم الناس بين مؤيد ومعارض.
الاختبار الفعلي لهذه التقنيات سيكون في مدى قدرتها على البقاء في السنوات القليلة المقبلة، لكن انهيارها الحالي لا يبشر بقدرتها على البقاء طويلاً، ومن ناحية أخرى هذه التقنيات غير مقيدة بالقانون بعد وهذا يعني فرصة للبعض لخداع الناس بإقناعهم في الاستثمار في عملة رقمية ما ثم سحب الأموال والاختفاء كلياً، وهناك حالات عديدة لذلك والقانون لا يحمي ضحايا الاحتيال في هذه الحالة.
كل شيء متعلق بالعملات الرقمية هو جزء مرتبط بالاقتصاد العالمي، لكنه جزء سريع الاشتعال
أضف إلى ذلك مشاكل الأمن الرقمي التي تسببت في سرقة مخترقين للرموز، ففي خبر نقرأ أن مخترقاً قد سرق ما قيمته 800 ألف دولار، وفي خبر آخر مخترق سرق ما قيمته 1.25 مليون دولار، وهذه الأخبار تتكرر، ومع ذلك هناك من يقف مدافعاً بشراسة عن هذه الاستثمارات وعن العملات الرقمية لأنهم يرونها البديل للاقتصاد الحالي، لكن حتى الآن كل شيء متعلق بالعملات الرقمية والرموز مرتبط بالاقتصاد العالمي وهو جزء منه، لكنه جزء سريع الاشتعال وغير محكوم بقوانين تحمي الاستثمارات.
انهيار الرموز غير القابلة للاستبدال لم يطفئ حماس بعض الشركات لطرحها وخصوصاً شركات ألعاب الفيديو، فشركة سكوير إنكس اليابانية باعت ثلاث شركات اشترتها سابقاً لتستثمر في تقنية البلوكتشين والذكاء الاصطناعي وقد أبدى مديرها رغبته في بيع الرموز غير القابلة للاستبدال.
لم أتحدث عن الأثر البيئي لهذه العملات والرموز، إذ إن تعدين العملات يستهلك كثيراً من الطاقة، لكن يبرره البعض بوجود عملات تستهلك طاقة أقل لكنها طاقة تهدر على شيء لم تثبت فائدته بعد!