تراجع مؤشر سوق دبي خلال جلسة اليوم 12 مايو 2022، بـ5.72% مسجلا أكبر تراجع يومي منذ تراجعات جائحة كورونا في 2020.
وسحب المؤشر بهذا التراجع كل الارتفاعات منذ مارس الماضي، متنازلاً عن مستويات 3500 وسجل مجمل انخفاض من قمة هذا العام عند3747 بنسبة 11.20%.
تزامن هذا التراجع مع تراجعات حادة في الأسواق العالمية، تقودها وول ستريت كنتيجة لعدة أسباب، وعلى رأسها التضخم المرتفع ونسب الانكماش الاقتصادي المسجلة، وكيف سيتصرف الفيدرالي تجاه هذه العوامل، وبطبيعة الحال فإن أي قرارات يأخذها الفيدرالي ستؤثر بالضرورة على الاقتصادات العالمية، والتي ستأخذ إجراءات إما مشابهة أو بما يتناسب مع وضعها تجاه قراراته.
هذا دون إغفال الكثير من الأمور الجيوسياسية المؤثرة، وإغلاقات الصين التي تضغط الطلب على السلع وتؤثر في سلاسل التوريد.
إن تغيير اتجاه الاسواق بشكل فعلي يتطلب الكثير من إشارات التأكيد
أضف لما سبق التراجع الأخير في أسعار النفط، والتي انعكست على التوقعات من قبل المراقبين، والتي خلقت تخوفاً من استمرار هذه التراجعات بشكل مؤثر.
داخلياً وعلى مستوى السوق، فإن ارتفاع المؤشر بشكل مستمر دون عمليات جني حقيقية منذ يونيو الماضي، ما نتج عنه تشبع في مستويات الشراء وضعف في عزم الارتفاع بما يعرف بالارتفاع غير الصحي، وبالتالي عدم بناء قواعد سعرية يستند عليها المؤشر عند أي عملية هبوط، ما يؤدي إلى سقوط عمودي وسريع عند بدء عمليات بيعية بشكل يعوض ما سبق من عمليات جني لم تتم.
ما سبق تزامن مع إعادة توزيع أوزان الأسهم في مؤشر دبي وإدخال سهم ديوا ضمن المعادلة ليحتل المرتبة الرابعة كثقل في المؤشر، وكما هو معلوم فإن أربعة أسهم هي إعمار دبي الإسلامي، دبي الإمارت الوطني و ديوا تشكل ما نسبته 66% من المؤشر، ولهذا السبب أدى تراجع هذه الأسهم بنسب مرتفعة للضغط بشكل أكبر على المؤشر.
من المهم التذكير أنه في مثل هذه الحالات، على المتدوال أن يتحلى بالثبات في انفعالاته لكي يستطيع أن يأخذ قرارت سليمة، والابتعاد عن التوجيهات السلبية خاصة المبنية على العواطف فقط، إذ من الممكن أن تشكل مثل هذه التراجعات فرصة أحياناً لزيادة المراكز أو إعادة التمركز أو حتى المضاربات، وقد حدث في العديد من المناسبات السابقة أن شهدنا تصحيحات سريعة انتهت خلال يومَين إلى ثلاثة أيام قبل معاودة الارتفاع إلى مستويات أعلى.
على المتدوال أن يتحلى بالثبات في انفعالاته لكي يستطيع أن يأخذ قرارت سليمة
إن تغيير اتجاه الأسواق بشكل فعلي يتطلب الكثير من إشارات التأكيد، ولا يؤخذ هبوط جلستَين لوحدة كاعتماد، فمثلاً يجب ملاحظة تغير في الأساسيات، أو فشل في محاولات تعويض الخسائر السوقية من خلال ارتفاعات ضعيفة وغير مستقرة وما إلى ذلك من مؤشرات، لذلك هناك وقت دائماً لأخذ قرار سواء بالمحافظة على المراكز أو التخلص منها أو تغييرها.
وإنه من المهم التمييز بين هدفك من التواجد في السوق سواء كمستثمر طويل الأجل أو متدوال قصير الأجل وعدم التحول للعشوائية في التداول متخلياً عن الاستراتيجية المعتمدة لاستثماراتك، مع التذكر أن الفرص الحقيقية تأتي في الظروف الصعبة!