في المقال السابق سألت: لماذا يريد إيلون ماسك شراء تويتر؟ ثم جاء خبر أن تويتر تدرس عرضه بجدية، وبدأت انتظار خبر قبول عرض ماسك أو رفضه، تويتر قبلت بعرض ماسك ورسمياً سيحتاج الأمر لوقت حتى تتم الصفقة، قد تعترض الحكومة الأمريكية على الصفقة أو تؤجلها لحين حتى تحقق فيها، لكن في الغالب الصفقة ستنجز بعد ذلك وسيكون ماسك هو مالك تويتر وله حق التصرف بالمنصة كما يشاء.
ما يهمني هو ما يحدث الآن وما سيحدث بعد إتمام الصفقة، فور وصول خبر موافقة تويتر على الصفقة، غرّد كثيرون تعليقاً على الخبر ويمكن تقسيم التغريدات لثلاثة أنواع: تغريدات سعيدة بالخبر وترى أن ماسك حامي حرية الرأي سيجعل تويتر مكاناً أفضل، تغريدات تحلل الأمر وتحاول توقع ما سيحدث وتحاول أن تكون محايدة، ثم هناك تغريدات لأناس عبروا عن نيتهم حذف حساباتهم وقد حذف عديدون حساباتهم وهذا ما أكدته تويتر، عدد من أوقفوا حساباتهم لاحظته مؤسسة إن بي سي وطلبت تفسيراً من تويتر التي بدورها أكدت أن الأعداد صحيحة وليس هناك خلل تقني.
منصة ماستودون تختلف عن تويتر في كونها لا مركزية ومناسبة أكثر لإنشاء مجتمعات صغيرة
من ناحية أخرى ماسك ذكر أن الشبكات الاجتماعية لديها تحيز ضد المحافظين وأنه يريد إزالة مثل هذا التحيز، في حين أن دراسات إعلامية تذكر أن المنتمين للحزب الجمهوري في أمريكا أكثر مشاركة بالمعلومات الخطأ والإشاعات وأكثر نشراً لها مقارنة بالمنتمين للحزب الديمقراطي، ماسك أيضاً تحدث أيضاً عن نيته السماح لأي محتوى بالنشر ما لم يحرض على العنف، بمعنى أن معايير الرقابة ستكون أقل حزماً مما هي عليه الآن.
بعض مستخدمي تويتر طالبوا بعودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي صرح بأنه لن يعود، ولا أصدقه! فحتى الآن لم يعلق ماسك على إعادة الناس الذين منعوا من قبل إدارة تويتر السابقة، لكن عديدين يتوقعون منه أن يدعو من أوقفوا في السنوات الماضية للعودة، وهذا لا شك سيؤدي لخروج العديدين الذين يرون في منع ترامب وغيره أمراً إيجابياً.
الشبكة البديلة التي يُطرح اسمها كثيراً كبديل لتويتر هي «ماستودون» وشعارها هو الماموث، ماستودون يختلف عن تويتر في كونه لا مركزي ومناسباً أكثر لإنشاء مجتمعات صغيرة متخصصة، وهذا يحل مشاكل عديدة يواجهها تويتر، عدد مستخدمي تويتر يصل إلى 330 مليوناً واجتماعهم في مكان واحد هو مصدر لمشاكل لا تنتهي وعلى ماسك أن يواجهها قريباً.