الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

الدور المنتظر للمجلس الرئاسي اليمني

بات رهان المجتمع الدولي بأكمله وليس الخليجي والعربي في مستقبل اليمن معلقاً على مجلس القيادة الرئاسي، الذي أدى اليمين الدستورية قبل أسبوع من الآن. إذ يكفي الشعب اليمني ما عاناه من الاختلافات بين قياداته ومن حقه اليوم العيش في استقرار وأمان، وهذا هو ما ينتظره الجميع من هذا المجلس الذي تشكل نتيجة مفاوضات يمنية – يمنية وبجهود سعودية-إماراتية كبيرة.

لليمن أهمية استراتيجية لدول الخليج العربي، لذا حرصت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات على دعم الإرادة والرغبة اليمنية ليحقق اليمن حلمه في تحقيق الأمن لشعبه وبناء دولة مستقرة ويحظى بقيادة تعمل لبناء المؤسسات الحكومية لتتمكن من تحقيق التنمية والازدهار للشعب، حيث دعت السعودية لتنظيم مؤتمر دولي ينطلق من التطورات الجديدة، والعمل على وضع «خريطة طريق» لإنهاء الأزمة اليمنية.

إن رهان المجتمع الدولي على مجلس القيادة الرئاسي يقف على أرضية دبلوماسية واقتصادية كبيرة تمثل دفعة معنوية للمجلس الرئاسي، فهو يحظى بتأييد كبير من الدوائر السياسية التي لها علاقة بالأزمة اليمنية بدءاً بالدائرة الخليجية وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات إلى الدائرة العربية وصولاً إلى الأمم المتحدة ومعها الولايات المتحدة الأمريكية.

إن رهان المجتمع الدولي على مجلس القيادة الرئاسي اليمني يقف على أرضية دبلوماسية واقتصادية كبيرة

أما من الناحية الاقتصادية فإن تخصيص أكثر من 3 مليارات دولار للبدء بعمليات تقوية مؤسسات الدولة اليمنية ودعم الاقتصاد اليمني هو عامل آخر لدعم المجلس، لذا من المهم عدم إصابة المجتمع بخيبة أمل وفقدان مصداقيته هذه المرة لمجلس الكل يضع الآمل فيه.

لن يخلو طريق المجلس من التحديات والعراقيل وهذا متوقع وربما هو الأساس في دولة عانت على مدى عقود من خلافات قادته بل إن طبيعة تركيبة المجلس يفترض أن يكون عاملاً مساعداً في تكوين رؤية يمنية واحدة لمستقبل البلد، وهذا يحتاج إلى إرادة سياسية من أعضاء المجلس الرئاسي وربما هو الدور المنتظر منه أساساً لأن كل المحاولات السابقة كانت تعاني من فقدان تلك الإرادة.

منذ تشكيل المجلس والكل يردد بأنها فرصة ذهبية مواتية لإنقاذ اليمن والعمل على استقراره، ولكن هذا لن يتم دون بذل جهد فِعلي يغير كل الانطباعات المرسومة عن اليمن، لذا يتطلب من أعضاء المجلس وضع مصلحة اليمن العليا فوق جميع المصالح والاعتبارات الجانبية والفرعية، وأن تكون لديهم إرادة حقيقية لتحقيق الهدف الذي اتفقوا عليه وهو إنقاذ اليمن، والظروف اليوم مهيئة لهم لما حظوا به من ثقة، وإذا خسروا أو فقدوا ثقة المجتمع الدولي بهم فإن اليمن سيدخل في مرحلة معاناة وتحديات يصعب إخراجه منها لأن قيادته سيكون من الصعب عليها كسب الثقة مرة أخرى.