الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

من يتحكم في أسعار النفط؟

لا يزال النفط يلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي على الرغم من الجهود المستمرة للحد من استخدامه وإيجاد مصادر بديلة من الطاقة الخضراء، ومع مكانته كسلعة عالمية عالية الطلب تأتي إمكانية أن يكون للتقلبات الرئيسية في الأسعار تأثير اقتصادي كبير.

العاملان الرئيسيان اللذان يؤثران على سعر النفط هما: العرض والطلب، ومعنويات السوق، ومع بديهية مفهوم العرض والطلب وبساطة شرحه حيث إن زيادة الطلب (أو انخفاض العرض) يؤدي إلى زيادة الأسعار، وانخفاض الطلب (أو زيادة العرض) يؤدي إلى نزول الأسعار، إلا أن الأمر يبقى مختلفاً مع النفط إلى حد ما، فتحديد سعر النفط كما نعرفه يتم بالفعل في سوق العقود الآجلة.

والعقود الآجلة هي بمثابة اتفاقية ملزمة بين المنتجين والمستهلكين يتم فيها الاتفاق على سعر الشراء لمعاملة تتم في وقت لاحق مستقبلاً، وبموجب العقود الآجلة، يلتزم كل من المشتري والبائع بالوفاء بجانبهما من المعاملة في التاريخ المحدد.

وتتكون أسواق النفط من المضاربين الذين يراهنون على تحركات الأسعار، والمتحوطين وهم الذين يحدون من المخاطر في إنتاج النفط أو استهلاكه، فالمضارب هو شخص يخمن اتجاه السعر وليس لديه نية لشراء المنتج بالفعل، والمتحوط هو كشركة الطيران التي تشتري العقود الآجلة للنفط للحماية من الارتفاع المحتمل في الأسعار.

العقود الآجلة هي اتفاقية ملزمة بين المنتج والمستهلك يتم فيها الاتفاق على سعر لوقت لاحق

العامل الرئيسي الآخر في تحديد أسعار النفط هو معنويات السوق، إذ إن مجرد الاعتقاد بأن الطلب على النفط سيزداد بشكل كبير في مرحلة ما في المستقبل يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في الأسعار في الوقت الحاضر، حيث يقوم المضاربون والمتحوطون على حد سواء بإبرام عقود آجلة للنفط، والعكس صحيح أيضاً إذ إن مجرد الاعتقاد بأن الطلب على النفط سينخفض في مرحلة ما في المستقبل يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في الأسعار في الوقت الحاضر، حيث يتم بيع العقود الآجلة للنفط وعلى المكشوف في كثير من الحالات وبصورة عاجلة، ولنا أن نتخيل هنا العامل النفسي المسيطر ومدى تؤثر الأسعار بحالات الاضطراب والترقب التي تنتاب الأسواق.

كما يمكن لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن يكون لها تأثير كبير على أسعار النفط من خلال تحديد أهداف الإنتاج لأعضائها، حيث تضم أوبك دولاً لديها بعض من أكبر احتياطيات النفط في العالم، إذ يستحوذ أعضاء أوبك على نحو 71% من إجمالي احتياطيات النفط الخام المؤكدة في العالم، ويشكلون 36% من إجمالي إنتاج النفط الخام العالمي حسب إحصائيات عام 2020.