تنفس الفيدرالي الصعداء بعد إعلان بيان الوظائف الشهري من وزارة العمل الأمريكية لشهر مارس 2022، الذي أظهر أن سوق العمل أضاف 431 ألف وظيفة جديدة وهو الشهري الـ11 على التوالي، الذي تكون فيه الإضافة الجديدة للوظائف تفوق الـ 400 ألف وظيفة، وتتراجع فيه نسبة البطالة إلى مستوى 3.6% من مستوى 3.8% الشهر السابق، وبهذا يصبح المتوسط الشهري للوظائف هو 562 ألف وظيفة في الفصل الأول من 2022، بعد بيان الفيدرالي في فبراير 2022.
أبدى رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول مخاوف بشأن سوق العمل في تصريحات سابقة، ولكن بيان الوظائف لشهر مارس بدد قليلاً من هذه المخاوف، بيان شهر مارس 2022 أظهر أن عدداً كبيراً من الأمريكيين قد عادوا لسوق العمل بعد جائحة كورونا، وأظهرت تعديلات أرقام شهري يناير وفبراير 2022 إضافة 95,000 وظيفة جديدة، ونسبة البطالة الآن قريبة جداً من المستوى الذي كانت عليه قبل جائحة كورونا 3.5%.
استمرار وتيرة خلق الوظائف الجديدة من سوق العمل يفسح المجال للفيدرالي لرفع سعر الفائدة بوتيرة أسرع من توقعات السوق، وهذا ما يقوم المتداولون بتسعيره مبكراً ويتحركون في الأسواق اعتماداً عليه.
عند الجائحة استخدم الفيدرالي أدوات غير تقليدية والآن سوف يعود ويستخدم الأدوات التقليدية
الاجتماع المقبل..
في الرابع من مايو 2022 من المتوقع أن يقدم الفيدرالي على رفع سعر الفائدة بـ50 نقطة أساس حسب توقعات المتداولين في سوق العقود الآجلة، وتظهر أداة CME Fed Watch Tool أن نسبة تحقق هذه التوقعات هي 74.4% وسوف تصبح الفائدة 0.75-100%، وترتفع هذه التوقعات حسب تطور البيانات الاقتصادية، حيث إن وتيرة رفع الفائدة من أهم المحركات للأسعار في الأسواق المالية.
الفيدرالي يعمل بتفويض من الكونغرس ليحقق هدفين، استقرار الأسعار والإشغال الكامل لسوق العمل، معدل التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية يقف عند أعلى مستوى له في 40 عاماً مدفوعاً بزيادة أسعار النفط وتأثير حزم التحفيز والإنفاق المالي، إضافة إلى تأثير اختلال سلاسل الإمداد في جائحة كورونا مما يتطلب من الفيدرالي أن يتحرك ويواجه تصاعد الأسعار بأدوات السياسة النقدية التقليدية وغير التقليدية.
عند الجائحة استخدم أدوات غير تقليدية والآن سوف يعود ويستخدم الأدوات التقليدية وهنا المقصود هو رفع سعر الفائدة وتقليص حجم محفظته من الأوراق المالية والسندات، وبيانات الوظائف الأخيرة سوف تساعد الفيدرالي في التوسع في استخدام هذه الأدوات لمجابهة معدلات التضخم المرتفعة.
عبدالعظيم الأموي