أردت هذا الأسبوع إكمال الحديث عن الإعلانات في الويب لكن سأفعل هذا في أسبوع لاحق، اليوم أود الحديث عن الشبكات الاجتماعية والأطفال فقد قرأت مقالاً عن خدمة دردشة وشبكة اجتماعية تسمى دسكورد (Discord)، وهي خدمة بدأت موجهة لمحبي ألعاب الفيديو، واستخدمها هؤلاء لتبادل المعلومات حول الألعاب. الشبكة بدأت نصية والآن تحوي خاصية تبادل الرسائل الصوتية والتواصل بالفيديو.
استخدام الخدمة توسع ولم يعد مقتصراً على ألعاب الفيديو، وفي المقال قرأت عما حدث لفتاة مراهقة كانت تستخدم الخدمة للتواصل مع زملائها في المدرسة ودخل لقناتها شخص كبير في السن من دولة أخرى، وشكل صداقة معها، وبعد كسب ثقتها طلب منها صوراً مخلة بالحياء ومعلومات شخصية عنها، كمكان سكنها وللأسف الفتاة استجابت لهذه الطلبات، الأم تدخلت وحذفت حساب الفتاة فوراً دون تبليغ السلطات بما حدث أو حتى تبليغ الشركة عن الأمر، وضعت كاميرات مراقبة حول المنزل لأنها عرفت أن الغريب يعرف مكان المنزل الآن!
وضعت الأم كاميرات مراقبة حول المنزل لأنها عرفت أن الغريب يعرف مكان المنزل الآن!
أثر الشبكات الاجتماعية على المراهقين والأطفال موضوع لم يتوقف الحديث عنه منذ ظهور هذه الخدمات، التي تفترض أن عمر المستخدم 13 أو أكبر لكنها لا تستطيع معرفة عمر المستخدم الفعلي، بعض الآباء تجنبوا مشاكل هذه الخدمات بمنع أطفالهم من استخدامها كلياً حتى يصلوا لسن محدد وبعد ذلك يستخدمونها بإشراف مباشر من الوالدين، ومع تفعيل أدوات الرقابة الأبوية (Parental control)، هؤلاء الآباء لديهم معرفة بالشبكات الاجتماعية وأدواتها ويعرفون أثرها، ولذلك يضعون حدوداً لاستخدام الأبناء لهذه الخدمات.
هؤلاء الآباء قلة، إذ كثير من الآباء ليس لديهم أدنى فكرة عما يفعله الأبناء في الشبكات الاجتماعية وتطبيقاتها التي يحملونها معهم في كل مكان، في الماضي كان التلفاز يلعب دور الشبكات الاجتماعية لكن التلفاز كان مختلفاً لأنه أداة بث في اتجاه واحد ولا يمكن التفاعل معه. الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية تعطي المستخدم القدرة على التفاعل والتواصل وبث المحتوى على اختلافه، وهذه الأجهزة تتطلب مهارة في إدارتها أكبر من التلفاز.
النقد الموجه للشبكات الاجتماعية لن يتوقف وهذه الشبكات تستحق ذلك وأكثر، من جانب آخر يفترض بالمستخدمين معرفة كيف تعمل هذه الشبكات وتطبيقاتها والحذر عند استخدامها، ولتعلم ذلك يمكن للفرد البحث في الويب وسيجد مقالات عديدة تشرح بالتفصيل كيف يمكن أن يحمي الفرد نفسه وأفراد أسرته عند استخدام الشبكات الاجتماعية، وهي أساسيات بسيطة يفترض أن يعرفها كل مستخدم.