الثلاثاء - 03 ديسمبر 2024
الثلاثاء - 03 ديسمبر 2024

اليوان الصيني محل الدولار عملة عالمية!

في سنة 2015 منح صندوق النقد الدولي اليوان الصيني وضعية العملة الاحتياطية، وأضاف الصندوق العملة الصينية إلى سلته الخاصة بحقوق السحب في السنة التالية والتي تشمل الدولار الأمريكي والجنيه الاسترليني والين الياباني واليورو.

تريد الصين أن تكون عملتها عالمية كالدولار، ولم لا؟ فالصين هي أكبر أمة تجارية على وجه الأرض. فمتى سنرى عالماً يتحول من هيمنة العملة الخضراء إلى عملة التنين الحمراء؟

تقوم الصين بعمليات تسوية تجارية ثنائية باليوان معتمدة على علاقاتها التجارية الممتازة مع العديد من الدول. هذا لا يكفي أن يجعل اليوان عملة عالمية.

في 2018 حول البنك المركزي الروسي 14٪ من احتياطياته من العملة الأجنبية إلى اليوان الصيني مع وعد بزيادة تلك النسبة. في العام التالي خسر اليوان 6,4٪ من قيمته مما أدى إلى تقلص قيمة الاحتياطيات الروسية بما يقدر بنحو 4 مليارات دولار مما جعل نسبة أصول البنك المركزي الروسي تنخفض إلى 12,2٪.

الصين أكبر بلد تجاري في العالم، وتمثل حوالي 13,2٪ من الصادرات العالمية و11,4٪ من الواردات العالمية، ولكن اليوان يمثل 1,7٪ فقط من التسويات التجارية الدولية. بالمقارنة يمثل الدولار حوالي 40 ٪ من التسويات الدولية ويشكل اليورو 39٪ منها.

التعديلات التي تنفذها الصين لصالح تجارتها تزرع عدم اليقين في قيمة الاحتياطيات المحفوظة باليوان.

حتى يصبح اليوان عملة احتياط عالمية فيجب أن تحتفظ البنوك المركزية حول العالم بما قيمته 700 مليار دولار من اليوان على الأقل.. فلم التردد؟ خاصة من بعد العقوبات الأمريكية على روسيا، لا بد أن كثيراً من الدول تراودها فكرة تنويع احتياطياتها بعيداً عن الدولار الأمريكي.. فلم لا يكون خيارهم اليوان الصيني؟

أحد الأسباب المهمّة لعدم تقدم اليوان هو أنه غير قابل للتحويل بسعر السوق. اليوان مرتبط بالدولار الأمريكي، ولكن على عكس ارتباط عملات مجلس التعاون الخليجي بالدولار، اليوان مرتبط بسعر مرجعي يحدده بنك الشعب الصيني (المركزي) يومياً.

المعضلة الكبرى أمام الصين أنها دولة ذات نظام شيوعي مركزي، تصدر إلى الولايات المتحدة أكثر مما تستورد، مما يجعل ميزان المدفوعات التجاري لصالحها، لذا تقوم الصين بموازنته باستمرار بالقيام بشراء كميات كبيرة من سندات الخزانة الأمريكية ثم تخفض من قيمة عملتها ليبقى الاستيراد من الصين رخيصاً. أي بنك مركزي عالمي يحتفظ باليوان سيبقى رهينة هذه التعديلات التي تنفذها الصين لصالح تجارتها والتي -كما حدث مع روسيا- تزرع عدم اليقين في قيمة الاحتياطيات المحفوظة باليوان.