الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

الذهب يختبر مستوى الـ2000 دولار للأوقية

لا يزال المعدن الأصفر يتربع على عرش الملاذات الآمنة بين الأصول في الأسواق المالية. ارتفع سعر أونصة الذهب يوم الاثنين 7 مارس 2022 إلى مستوى 2000 دولار في بعض منصات التداول وهو السعر الأعلى للذهب منذ 17 أغسطس 2020 مدفوعاً باستمرار الطلب على أدوات التحوط في الأسواق المالية العالمية مقابل ارتفاعات كبيرة للتضخم عالمياً واستمرار التوترات الجيوسياسية بعد اجتياح روسيا لأوكرانيا.

كلاسيكياً الذهب هو الملاذ الآمن المفضل للمستثمرين عند الحروب والتوترات لتفادي الانزلاقات السعرية في الأسواق وخسارة قيمة الأصول، دخلت الأسواق المالية العالمية هذا العام وهي محاطة بكثير من المخاطر على رأسها تنفيذ البنوك المركزية لسياسة الخروج من سياسات التحفيز وعودة السياسة النقدية لوضعها الطبيعي، لذا فتوقعات الأسواق كانت هي أن الفيدرالي الأمريكي سوف يقوم برفع سعر الفائدة أربع مرات هذا العام.

من المتوقع أن يسجل الذهب مستوى تاريخياً جديداً هذا العام شريطة أن تستمر العوامل فاعلة

المعدلات المرتفعة للتضخم هي ما كان يقلق صناع السياسة النقدية. العودة من عمليات الإغلاق الشاملة بعد كورونا زاد من الطلب على الشحن وعلى العمليات اللوجستية المرتبطة بالاستيراد والتصدير وارتفعت كلفة الشحن للبضائع وهذا انعكس على معدلات التضخم ودفعها للارتفاع. عامل آخر تسبب في ارتفاع التضخم هو أسعار الطاقة المرتفعة، لنخلص إلى أن كثيراً من العوامل المشتركة تسببت في ارتفاع نسب التضخم وهنا زاد الطلب على الذهب كملاذ آمن مقابل كل هذه المتغيرات.

الذهب ملاذ آمن وأصل استثماري ومخزن للقيمة

تتنوع أشكال الطلب على الذهب، منها ما هو صناعي ومنها ما هو بغرض الزينة وأهم الأنواع هو الطلب الاستثماري على الذهب، والطلب الاستثماري مرتبط بمديري المحافظ الاستثمارية والمستثمرين الأفراد والمؤسسات. يعتبر الذهب من الأصول ذات الجاذبية بسبب السيولة العالية ومتوقع أن يبلغ إجمالي الذهب فوق الأرض نحو 195,000 طن هذا العام، وهذا ما يعادل 12.4 تريليون دولار، لذلك يعتبر من أسرع الأصول للتسييل والحصول على «الكاش»، ولهذا يفضله مديرو المحافظ الاستثمارية في الأسواق المالية لتمويل التحول السريع داخل المحفظة للتمركز وشراء أصول عالية المخاطر عندما تتغير أوضاع السوق.

الطريق معبد لمزيد من الارتفاع للذهب

كل العوامل مجتمعة تدعم صعود الذهب، ومن المتوقع أن يسجل مستوى تاريخياً جديداً هذا العام شريطة أن تستمر هذه العوامل فاعلة. التوتر الجيوسياسي وطول الأزمة الروسية الأوكرانية بالإضافة لاستمرار ارتفاع معدلات التضخم وتراجع العوائد على السندات الحكومية كل هذه العوامل تدعم صعود الذهب فوق مستوى 2100 دولار للأونصة على المدى المتوسط.