الصدارة في إحدى المراحل مهمة صعبة بكل تأكيد، ولكن الأصعب هو الحفاظ على هذه المرتبة فهذا يحتاج إلى كم هائل من الابتكار والإتقان والتطوير المستمر ومواكبة الأحداث والمتطلبات والمتغيرات من كل المؤشرات، فمن لا يملك المؤشرات الصحيحة ويكتفي بالاصطدام في جدار التقهقر ثم لا يكاد يبين يضيع في صفحات التاريخ هذا إن كان قد دخلها أساساً.
هواوي العملاق الصيني العالمي
هذا الاسم مرتبط بالكثير من القطاعات الرقمية وتربع على عدد منها ومنها شبكات الاتصالات المتنقلة والألياف البصرية وخدمات مزودي الخدمة حول العالم وفي كل قارّاته تقريباً، فشبه مدينة هواوي «المقر الرسمي للشركة» التي تنتج الكثير من التقنيات ذات الجودة والسعر المناسب والدعم القوي كما يحتاجه متعاملوها وتواجد مكاتبها الرسمية في أغلب دول العالم مع دعم لوجستي قوي سارع في الانتشار بسرعة كبيرة.
صدمة الهواتف الجبارة
الجميع بات يعرف ماذا جرى مع أحد أفضل الهواتف عتاداً ذات المميزات والخصائص القوية جداً، والتي تفوقت في زمن قياسي على الكثيرين وتصدرت عليهم في عدد من الإمكانات القياسية، التي شكلت بدورها تهديداً صريحاً لكبريات الشركات، فإما التنافس أو البقاء على درج المتفرجين وما أن لبثت في صدارة الركب حتى اصطدمت بالقوانين السياسية وغيرها من تحديات سلبت أهم مميزات وخدمات من بعض الشركات، التي كان الاعتماد عليها من هواوي بشكل شبه كامل ولم تكن حينها الرغبة الظاهرة بالميل عن هذه الخدمات وبكل تأكيد ليس في هذه المرحلة مرحلة بداية الصدارة، إلا أن الأمر كان تحدياً كبيراً للشركة فهل إلى خروجٍ من سبيل؟!
ما بعد الخدمات المسلوبة
الكثير من الشركات اجتهدت لمحاولة ملء الفراغ الكبير في الجودة وإمكانات العتاد وسلاسة وأداء النظام وقوة البطارية وشحنها ومزايا التصوير المتقدمة التي تتميز بها هواتف هواوي، ولكن وفي نظري أغلبها قدم مستوى متفاوتاً والكثير منها وللأسف من شركات عملاقة ولكن الإتقان شيء صعب وربما عدمه لسبب من الأسباب كضمان استمرارية البيع في السنوات التالية مثلاً.
لم تقف هواوي عند هذا التحدي إنما سارعت الخطى بشكل لم يسبق له مثل وخلقت بيئة متكاملة متناغمة وأخرج منتجات رائدة مثل أجهزة الحواسيب المحمولة «لابتوب»، والتي تعد أحد أفضل الاختيارات في الأسواق بمواصفات ممتازة ومعالجات متقدمة من إنتل وAMD وتصاميم بجودة عالية وشاشات مميزة والأهم ببطاريات قوية ذات شحن سريع وتأتي كل هذه اللابتوبات مدعومة وبشكل رسمي بنظام ويندوز 10 وويندوز 11 دون نقصان في الخدمات، أبداً بعكس ما يتساءل البعض عن دعم المقدم في الهواتف فالأمر مختلف هنا كلياً.
لم تكتفِ هواوي بأجهزة اللابتوب بل قدمت سماعات بلوتوث تعد من الأفضل وساعات ذكية تتميز باقترانها بكل الهواتف، وتعطي أداء مميزاً لمدة طويلة تصل في بعضها إلى أسبوعين من العمل المتواصل بشحن واحد فقط مما يشكل تحدياً صارخاً لكل المنافسين، ووصلت إلى عالم الألعاب الإلكترونية وشاشات الكمبيوترات بشاشات ممتازة بمواصفات متقدمة جداً وبأسعار منافسة جداً.
التطور المستمر
لم تكتفِ هواوي أيضاً بتطوير أنظمة متكاملة بنظام خرائط ومنصة صوتية وأخرى مرئية ومحرك بحث وتحديث لمفهوم متجر التطبيقات والخدمات المعززة ضمن أنظمتها المتداخلة والمتكاملة، بل تقوم وبشكل مستمر بطرح هواتف قوية بما فيها هواتف صدفية وقابلة للطي لمن لا يهتم بخدمات من بعض الشركات وتفاجأت بأن عددهم كبير بالكثير من الناس يهمه التصوير والاتصال والتحديثات المستمرة وأهم ما في الأمر سرعة الشحن ومدته.
قطاعات جديدة
دخلت هواوي في قطاعات أجهزة جديدة مؤخراً مثل أجهزة لوحية بنظام ويندوز 11 و أجهزة التلفاز، والأمر آخذ بالتوسع ولكن ما يجمع كل ذلك هي الجودة العالية في الأجهزة وصلابة الأنظمة وتكامل الخدمات.