الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

ألعاب الفيديو.. الكبارُ يأكلون الكبار!

في شهر يناير من هذا العام، ثلاث شركات كبيرة أعلنت عن نيتها شراء ثلاث شركات لألعاب الفيديو، الشركة الأمريكية لألعاب الفيديو تايك-تو إنترأكتيف (Take-Two Interactive) تريد الاستحواذ على شركة أخرى لألعاب الفيديو وهي زينغا (Zynga) وبقيمة 12.7 مليار دولار، مايكروسوفت أعلنت نيتها الاستحواذ على شركة أكتيفيجين-بلزارد (Activision Blizzard) بصفقة تبلغ 68.7 مليار دولار وهذا مبلغ هائل، وشركة سوني أعلنت نيتها الاستحواذ على بنجي (Bungie) بصفقة تبلغ 3.6 مليار دولار.

كل من سوني ومايكروسوفت تمتلكان منصات ألعاب مشهورة، ومايكروسوفت بالتحديد اشترت عدة شركات ألعاب فيديو في السنوات القليلة الماضية، مثلاً شركة مويانغ (Mojang) السويدية التي طورت واحدة من أشهر ألعاب الفيديو على الإطلاق وهي لعبة ماينكرافت، وهي أكثر ألعاب الفيديو مبيعاً فقد وصلت مبيعاتها لأكثر من 230 مليون نسخة في 2019 وما زالت أرقامها في ارتفاع.

قيمة سوق ألعاب الفيديو العالمي في ارتفاع مستمر، وهو سوق يمكن لشركات صغيرة الدخول فيه والمنافسة مع أكبر الشركات.

لعبة ماينكرافت بدأت بمطور واحد وخلال سنوات أصبحت واحدة من أشهر الألعاب عالمياً وأكثرها مبيعاً، لكن حتى لو لم يجد المطور الفرد نجاحاً بمستوى ماينكرافت فهناك إمكانية النجاح على نطاق صغير يكفي لتمويل المطور وإغنائه عن الحاجة لوظيفة في شركة.

ألعاب الشبكة تزداد شهرة وهي ألعاب مجانية في الغالب لكنها تبيع من خلال متاجرها ما يجعلها مربحة، وهذا جزء مما تريد مايكروسوفت الحصول عليه باستحواذاتها، وتريد أيضاً إضافة قائمة كبيرة من الألعاب لخدمة اشتراكها التي أثبتت شهرتها بين اللاعبين حول العالم، فمقابل اشتراك شهري ثابت يمكن للمشترك الحصول على ألعاب عديدة دون شرائها، وهذا نموذج تربّح تحاكيه شركات أخرى كذلك مثل أبل، وقد يكون في المستقبل القريب الوسيلة الوحيدة للحصول على الألعاب من بعض الشركات، وهذا يعني عدم إمكانية امتلاك الألعاب.

من ناحية أخرى امتلاك مايكروسوفت لشركات عديدة يعني امتلاكها نفوذاً كبيراً ومهماً، وقد يضر ذلك بالمنافسين خصوصاً إن لم تطرح مايكروسوفت ألعابها على منصة سوني بلايستيشن، ومن ناحية أخرى سوني تمتلك العديد من الشركات وقد تفعل نفس الشيء ولا تطرح ألعاباً لمنصة مايكروسوفت إكس بوكس.

صفقة شراء «أكتيفيجين- بلزارد» لم تنجز بعد، وسيتطلب ذلك عاماً أو أكثر، إذ إن لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية تراجع الصفقة وأثرها على السوق، وفي الغالب اللجنة ستوافق على الصفقة لكن بحذر.