تتحضر الأسواق العالمية للدخول في مرحلة رالي سانتا كلوز (Santa Claus Rally)، وهي عبارة عن ظاهرة تحدث في الأسواق مع نهاية كل عام، وتحديداً في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر، وكذا في أول جلستين من السنة الجديدة، ومن هنا جاءت التسمية لارتباطها بفترة الأعياد المسيحية.
وخلال هذه الفترة تميل أسواق المال العالمية للارتفاع دون سبب واضح أو متفق عليه، وتتباين النظريات والتفسيرات لهذه الظاهرة ما بين العملي والسيكولوجي، ومن أشهر التفسيرات لهذه الظاهرة هي دخول فترة إجازات المحافظ الكبيرة ذات رؤوس الأموال الضخمة والشركات المختصة، وترك الأسواق للأفراد، بينما يعللها آخرون بحالة السعادة والتفاؤل العامة عند المتداولين في فترة الأعياد.
وتذهب تفسيرات أخرى لربط ظاهرة رالي سانتا كلوز بعملية حسابات الضرائب مع نهاية العام، وصولا إلى ربطها في عميلة استباقية لحساب العائد على المخاطر مع ظاهرة (تأثير يناير)، والتي ترتفع فيها أسهم الشركات ذات رأس المال المنخفض وتؤثر على الأسواق ككل.
تشير الإحصائيات على مؤشر «الإس اند بي» الأمريكي إلى أنه خلال 92 عاماً من التداول ارتفع المؤشر خلال رالي سانتا في 77% من الحالات، وبمتوسط ارتفاع قرابة الـ2.7%. وكان أكبر ارتفاع في عام 1991-1992 بنسبة 9.6% بينما أكبر انخفاض كان 2.7% في عام 1968-1969 إذا ما استثنينا الانخفاض بنسبة 6.9% خلال فترة الكساد العظيم.
ويواجه رالي سانتا كلوز تحدياً هذا العام بظهور المتحور أميكرون وانتشاره بشكل سريع خاصة في أوروبا، والتي بدأت تشهد بعض الإجراءات الوقائية من إغلاقات، إضافة لمطالبات رئيس منظمة الصحة، تيدروس أدحانوم غيبريسوس، العالمية مؤخرا بإلغاء تجمعات عطل الأعياد، قائلا: «إلغاء حدث أفضل من إلغاء حياة» فهل تقف التحديات هذا العام أمام الرالي أم تلعب التكنولوجيا وسهولة التداول عبر الإنترنت عاملاً مساعداً خاصة مع تواجد الأسواق عند مستويات تاريخية خلال الفترة الماضية وبمؤشرات تضخم مرتفعة، والتي تعتبر بحد ذاتها عاملاً حذراً على أقل تقدير؟ تبقى الكلمة الفصل للأسواق! مع التذكير بأن ما حدث في الماضي ليس مضمون له أن يحدث في المستقبل.