السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

إمارات الاستثمار في المستقبل

تستطيع أن تقرأ مستقبل أي دولة أو شعب من خلال التأمل في عدد من معطيات الحاضر، وفي مقدمتها واقع الشباب والنشء في هذه الدول التي تعطي صورة شبة مكتملة لمآلات هذه الدول وخط سيرها.

والدول التي تؤسس لبناء أجيال قوية وقادرة على مواجهة تحديات المستقبل والتعاطي مع أدواته، هي الدول التي تصنع المستقبل وتتبوأ مكانة لائقة على متن قطاره السريع.

ومن يقرأ في تاريخ التحولات التي شهدها عدد من الدول التي تتربع اليوم على قمة التطور العلمي والتقني والاقتصادي، يجد أن أولى خطوات النهوض، بدأت عبر خطط طموحة للاستثمار في العقول، وتأسيس جيل جديد يقود عربة النهوض والازدهار.


والدول التي نراها اليوم في قمة مجدها، بدأت قبل عقود خططها الممنهجة في تجويد التعليم والاهتمام بالأطفال والشباب، ولم تصبح دولاً عظيمة بين ليلة وضحاها، ولم تكتفِ بالبكاء على الأمجاد المسكوبة والماضي العريق.


ولا يقتصر الأمر على بناء منظومة تعليمية طموحة في أي بلد تكون رافعة للنهوض، بل يجب أن يترافق ذلك مع بناء منظومة أخلاقية في المجتمعات، قائمة على احترام قيم العلم والعمل والتعاون، وإعلاء شأن الاجتهاد والتسامح، وتعزيز كل تلك المُثل بسياج وطني قائم على الانتماء للوطن واحترام القيم البشرية والإنسانية في ذلك الوقت.

ومن يشاهد اليوم حالة الازدهار الأخلاقي والقيمي والعلمي والاقتصادي الذي تعيشه دولة الإمارات العربية المتحدة، يدرك جيداً أن بذور هذا الازدهار والتطور بدأت قبل عقود على أيدي مؤسسي الاتحاد، وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي استطاع بحكمته وحنكته أن يبث روحاً خلاقة في أبناء شعب الإمارات قائمة على حب العلم والعمل والتسامح والأخلاق الرفيعة والوطنية النبيلة التي لا تتعارض مع روح ووشائج التعاون الإنساني.

وبفضل هذه الموجهات المضيئة التي رسمها الشيخ الحكيم تعيش اليوم دولة الإمارات أزهى عصورها، تحتضن العالم وتزاحم الدول العظمى في استكشاف أبعد الكواكب، وتنشر قيم الخير والتسامح، وتشكل أنموذجاً فريداً في العطاء الإنساني، وكل ذلك لم يتم بالصدفة ولا بالانتظار على عتبة التاريخ، ولكن بفضل رؤية ثاقبة للمستقبل واستثمار مربح في الإنسان، استثمار في المستقبل الذي نعيشه اليوم، وتتربع فيه الإمارات على قمة عطائها الذي لا ينضب.