يتردد مصطلح (تصميم المستقبل) على مسامعنا باستمرار في دولة الإمارات، ونراه حاضراً في تصريحات قيادتنا الحكيمة، ولا تخلو وسيلة إعلامية محلية من استخدام هذا المصطلح في الموضوعات والمواد الإخبارية، فما هو تصميم المستقبل؟ وما آليته؟ وما انعكاساته الاقتصادية على دولة الإمارات؟
يشير تصميم المستقبل إلى استقطاب المواهب والعقول الفذة من خريجي الجامعات الإماراتية، بهدف تحويل مشروعاتهم وأفكارهم إلى فرص ومبادرات تعود بالنفع على الدولة. وبالتالي فأساس تصميم المستقبل هو العقول الفذة، التي تمتلك الأفكار والمشروعات المبتكرة، وهي بدورها تتحول بفعل الدعم والتطوير إلى مبادرات على أرض الواقع.
ولدولة الإمارات قناعة راسخة بأن المستقبل يمكن تخيله وتصميمه، ولعل الإنجازات والمكتسبات التي تحققت محلياً، في خمسين عاماً من عمر الدولة، كانت نتاجاً لاستشراف المستقبل من قبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ـ طيب الله ثراه ـ حين أراد تحويل الصحراء القاحلة إلى واحات خضراء، وفي عصرنا الحديث يعد تحويل تحويل التعامل الورقي في المؤسسات الحكومية إلى التعامل بالأنظمة والأنظمة الذكية نموذجاً آخر لتخيل المستقبل وتنفيذه، وقس على ذلك العديد من الأمثلة.
الكوادر الوطنية هم العناصر المؤثرة والفاعلة في تصميم المستقبل، بعد أن يتم تأهيلهم وتدريبهم على المهارات التي يحتاجونها، لا سيما في تطوير أفكارهم الابتكارية وإعطائهم الفرصة لتنفيذها، كما عنت دولة الإمارات بالمتميزين من المقيمين على أرضها، وسعت إلى توفير البيئة الملائمة لهم للإبداع، وما منح الإقامة الذهبية لأصحاب الخبرات والمواهب والمتفوقين من أوائل الثانوية العامة إلا دليل ساطع على ذلك.
وتبقى العوائد الاقتصادية من تصميم المستقبل، التي تتمثل في جعل الإمارات بيئة مثالية للاستثمار في اقتصاد البيانات، والارتقاء بمجالات الابتكار، والبنية التحتية، وريادة الأعمال.