بدأت تتضح لي فكرة جميلة كنت شبه مؤمنة بها، وكانت تسيطر على بعض كتاباتي سابقاً، وهذه الفكرة هي مناداة بعض المحاضرين ومن لهم معرفة بمهارات الحياة حسب قولهم بضرورة حذف الأشخاص السلبيين مِن حياتنا، ثم انتقاء من كان أكثر إيجابية ليضخنا بالسعادة والتفاؤل!
والسؤال كم عدد الذين يحملون صفة التفاؤل والإقبال على الحياة من دون التأثر بمصاعبها؟ وهل هذه الامتيازات من الصفات الجميلة نجدها منتشرة بسهولة في كل مكان؟
وإذا وجدت من يطبق هذا المبدأ هل بمقدوره أن يعتزل العالم ويعيش في جزيرة خاصة به تنضح بالفرح والسرور؟
مطلق الأنانية أن تنبذ شخصاً وجد فيك الراحة والحياة، وذهب يستعين بك في أمور حياته ومشاكله بعد أن وثق بك، حتى الأشرار من البشر ربما مِن الجيد ألا ننبذهم، تدربنا الحياة على أيديهم لنصبح أكثر قوة، كذلك هم يتعلمون منا الكثير، لأن في قلب كل إنسان بذرة خير تتأثر بمن حوله، إذاً هم كذلك يتعلمون على أيدينا الخير، اجعل نفسك مغناطيساً جاذباً لا منفّراً، لأن الابتعاد من أجل المصلحة الشخصية غير مجدٍ، وحتى لا تعيش وحيداً مترقباً خائفاً مِن كل شيء حولك.
معظم الأشياء حولنا في الحقيقة سلبياتها تتفوق بكثير على إيجابياتها، ولولا أولئك الذين يتحملون الأشخاص السلبيين لأصبح البشر يتبعثرون تطايراً لا يطيق بعضهم الآخر.