2020-10-08
هل كان الأمير بندر بن سلطان يدرك ما الذي سيُحدثه من تغيير بعد أن ينتهي من مقابلاته الثلاث حول الفرص الضائعة والتصرفات الغريبة للقيادات الفلسطينية خلال العقود الأربعة الماضية التي كان شاهداً عليها؟
وهل كان يدرك حجم التغيير والاختلاف الذي سيحدث في نظرة الخليجيين والعرب للقضية الفلسطينية بعد سرد كل تلك المعلومات؟ بلا شك فإن رجلاً عتيداً مثل بندر بن سلطان يعرف مدى تأثير كلماته.
أقلُّ ما توصف به المقابلة التي أجرتها قناة العربية مع الأمير بندر بن سلطان، أنها أكبر زلزال سياسي شهدته منطقتنا مؤخراً، زلزال كشف كثيراً من الأمور وأجاب عن تساؤلات بقيت لسنوات طويلة عبارة عن ألغاز وطلاسم غير مفهومة!
كما أن حديث بندر وضع حداً لمرحلة طويلة من المجاملة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، مرحلة كان الخاسر الأول والأكبر فيها هو الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، كما أن حديث بندر قد يكون سبباً في طرد "المحامين الفاشلين" وتعيين "محامين ناجحين" لهذه القضية التي خسرت العديد من الفرص بسببهم.
من الواضح أن حديث بندر يأتي في وقت تغيرت فيه الكثير من القواعد السياسية والدبلوماسية في المنطقة، ومنها القضية الفلسطينية التي أصبحت تحكمها قواعد جديدة، ويجب التعامل معها بالمنطق الجديد والمختلف عن السابق، فمثلاً انتقاد القيادات الفلسطينية لم يعد يعني الإساءة للشعب الفلسطيني أو التراجع عن دعمه، كما أن عقد اتفاقيات السلام مع إسرائيل لم يعد يعني التخلي عن القضية الفلسطينية أو دعم إسرائيل على حسابها.
كان واضحاً إلى من يوجه الأمير بندر بن سلطان شهادته حول الدور السعودي في دعم القضية الفلسطينية، فقد كان يوجهها للشعب السعودي ثم الشعوب الخليجية وخصوصاً الشباب منهم.. وبقدر ما هي شهادة مهمة بالنسبة لنا، فإنها بلا شك تهمّ الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، كي يعرف تفاصيل وطريقة تعامل قياداته مع قضيته.
وواضح أن هناك من يحاول أن يشوه الصورة أمام الفلسطينيين فيما يخص التغيرات والتوجهات العربية الجديدة بالنسبة للقضية، ويحاول أولئك أن يصوروا الخطوات العربية بأنها ضد القضية وضد الشعب، ولكن حديث الأمير بندر أكبر دليل على أن العكس هو الصحيح، فما قدمه الأمير للشعب الفلسطيني ليس مجرد كنز من المعلومات الموثقة كما ذكر، وإنما مفاتيح ذهبية لتفسير كثير من الأمور والإجابة عن عشرات بل مئات الأسئلة التي كانت بلا إجابات واضحة، وبناء على كل تلك المعلومات والحقائق يستطيع الشعب الفلسطيني أن يحدد قراراته ومستقبله، وخصوصاً أن هناك وثائق أعلن الأمير عن كشفها وفي نفس الوقت متأكدون أن هناك مسؤولين عرباً آخرين -مصريين وأردنيين وغيرهم- ممن كانوا قريبين من القضية، لو تحدثوا قد يصدمون الشارع العربي كما صدمنا الأمير بندر بكل تلك الحقائق والوقائع الصادمة.
ذاك كان الزلزال.. أما السيمفونية التي أراحت آذان وقلوب وضمائر الخليجيين والعرب بعدما سمعوا حديث الأمير بندر فهي أنهم لأول مرة يشعرون بأن عقدة الذنب التي كانوا يحملونها تجاه القضية الفلسطينية أصبحت أخف.. فهذه العقدة التي تلازم كل خليجي وعربي طوال حياته لن تكون كما كانت في الماضي بعد أن تبين أن هناك من يتعمد عرقلة أي حل، بل ومن لا يريد حلاًّ للقضية، وبعد أن أصبح واضحاً أن ذنب عدم تحرير المسجد الأقصى والقدس في رقبة "المحامي الفاشل" الذي أضاع الفرص، الواحدة تلو الأخرى.
وهل كان يدرك حجم التغيير والاختلاف الذي سيحدث في نظرة الخليجيين والعرب للقضية الفلسطينية بعد سرد كل تلك المعلومات؟ بلا شك فإن رجلاً عتيداً مثل بندر بن سلطان يعرف مدى تأثير كلماته.
أقلُّ ما توصف به المقابلة التي أجرتها قناة العربية مع الأمير بندر بن سلطان، أنها أكبر زلزال سياسي شهدته منطقتنا مؤخراً، زلزال كشف كثيراً من الأمور وأجاب عن تساؤلات بقيت لسنوات طويلة عبارة عن ألغاز وطلاسم غير مفهومة!
كما أن حديث بندر وضع حداً لمرحلة طويلة من المجاملة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، مرحلة كان الخاسر الأول والأكبر فيها هو الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، كما أن حديث بندر قد يكون سبباً في طرد "المحامين الفاشلين" وتعيين "محامين ناجحين" لهذه القضية التي خسرت العديد من الفرص بسببهم.
من الواضح أن حديث بندر يأتي في وقت تغيرت فيه الكثير من القواعد السياسية والدبلوماسية في المنطقة، ومنها القضية الفلسطينية التي أصبحت تحكمها قواعد جديدة، ويجب التعامل معها بالمنطق الجديد والمختلف عن السابق، فمثلاً انتقاد القيادات الفلسطينية لم يعد يعني الإساءة للشعب الفلسطيني أو التراجع عن دعمه، كما أن عقد اتفاقيات السلام مع إسرائيل لم يعد يعني التخلي عن القضية الفلسطينية أو دعم إسرائيل على حسابها.
كان واضحاً إلى من يوجه الأمير بندر بن سلطان شهادته حول الدور السعودي في دعم القضية الفلسطينية، فقد كان يوجهها للشعب السعودي ثم الشعوب الخليجية وخصوصاً الشباب منهم.. وبقدر ما هي شهادة مهمة بالنسبة لنا، فإنها بلا شك تهمّ الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، كي يعرف تفاصيل وطريقة تعامل قياداته مع قضيته.
وواضح أن هناك من يحاول أن يشوه الصورة أمام الفلسطينيين فيما يخص التغيرات والتوجهات العربية الجديدة بالنسبة للقضية، ويحاول أولئك أن يصوروا الخطوات العربية بأنها ضد القضية وضد الشعب، ولكن حديث الأمير بندر أكبر دليل على أن العكس هو الصحيح، فما قدمه الأمير للشعب الفلسطيني ليس مجرد كنز من المعلومات الموثقة كما ذكر، وإنما مفاتيح ذهبية لتفسير كثير من الأمور والإجابة عن عشرات بل مئات الأسئلة التي كانت بلا إجابات واضحة، وبناء على كل تلك المعلومات والحقائق يستطيع الشعب الفلسطيني أن يحدد قراراته ومستقبله، وخصوصاً أن هناك وثائق أعلن الأمير عن كشفها وفي نفس الوقت متأكدون أن هناك مسؤولين عرباً آخرين -مصريين وأردنيين وغيرهم- ممن كانوا قريبين من القضية، لو تحدثوا قد يصدمون الشارع العربي كما صدمنا الأمير بندر بكل تلك الحقائق والوقائع الصادمة.
ذاك كان الزلزال.. أما السيمفونية التي أراحت آذان وقلوب وضمائر الخليجيين والعرب بعدما سمعوا حديث الأمير بندر فهي أنهم لأول مرة يشعرون بأن عقدة الذنب التي كانوا يحملونها تجاه القضية الفلسطينية أصبحت أخف.. فهذه العقدة التي تلازم كل خليجي وعربي طوال حياته لن تكون كما كانت في الماضي بعد أن تبين أن هناك من يتعمد عرقلة أي حل، بل ومن لا يريد حلاًّ للقضية، وبعد أن أصبح واضحاً أن ذنب عدم تحرير المسجد الأقصى والقدس في رقبة "المحامي الفاشل" الذي أضاع الفرص، الواحدة تلو الأخرى.