2019-12-30
لطالما وجدتني أقدّر فكرة أقنعة الموت التي انتشرت في أوروبا في القرون الوسطى وعادت لاحقاً لتؤرخ ملامح شخصيات أدبية وإعلامية وسياسية في القرن الـ18 والـ19، والمقصود بأقنعة الموت هنا هو تلك الأقنعة المصنوعة من مواد جبسية يتم من خلالها أخذ قالب لشكل وجه المتوفى فور وفاته، كان الأمر يشبه عمل منحوته جاهزة لذلك الوجه، تعرض لاحقاً على سبيل الذاكرة والتقدير لشخصه، لذلك، لو كنت دقيق الملاحظة كفاية أثناء تجولك في معظم مزارات الشخصيات المهمة في أوروبا وبعض أنحاء أمريكا ستجد ركناً يعرض الوجه الأخير لصاحب هذا المزار مصحوباً بعبارة قناع الموت، ورغم العبارة المخيفة التي قد لا يحبذها كثر، فلماذا لم يكن قناع الذاكرة مثلاً؟ إلا أنك ستجد تلك الأقنعة تحكي لك الكثير عن أصحابها، تحملك في عصف كامل لحياتهم، ربما تلخصه تلك اللحظة، لحظة الوجود الأخيرة.
هذه الملامح الأخيرة التي تطفو، تأتي لتقول الكثير، لتحتفي بالكثير أيضاً وهي تلون الأسئلة وتكثفها على شكل منحوتة لم يتم التحكم في ملامحها بالكامل، فهناك حيرة قناع «بيتهوفن»، وهو يرحل أخيراً عاجزاً عن السمع محملاً بكم كبير من الموسيقى التي كان من الممكن لها أن تتشكل، وهناك قناع دانتي الوقور في رحيله المترفع المشابه لشخصيته الناسكة، وهناك الكثير غيرها من الأقنعة التي تستحق منك وقفة تأملية حتى وإن كان من خلال مطالعتها افتراضياً.
هل استبدلت أقنعة الموت بأشياء أخرى في وقتنا الراهن؟ أتت الصورة الرقمية لتصنع الفارق، لكنها انتقلت من البحث في أسئلة الموت والملامح الأخيرة، إلى تكريس أكبر قدر للصور المبهجة لنا ولمن نحب، ولجميع المؤثرين على مر التاريخ، لماذا؟ ربما لأن ذاكرة الفرح، هي الذاكرة القابلة للاستثمار، أن تتكثف لتخلق حالة من السعادة وإن كانت لحظية، إلا أنها تجعلنا نجيب على سؤال «ماذا لو أنهم يعودون؟» بـ«قد يكونون معنا فعلاً».
هذه الملامح الأخيرة التي تطفو، تأتي لتقول الكثير، لتحتفي بالكثير أيضاً وهي تلون الأسئلة وتكثفها على شكل منحوتة لم يتم التحكم في ملامحها بالكامل، فهناك حيرة قناع «بيتهوفن»، وهو يرحل أخيراً عاجزاً عن السمع محملاً بكم كبير من الموسيقى التي كان من الممكن لها أن تتشكل، وهناك قناع دانتي الوقور في رحيله المترفع المشابه لشخصيته الناسكة، وهناك الكثير غيرها من الأقنعة التي تستحق منك وقفة تأملية حتى وإن كان من خلال مطالعتها افتراضياً.
هل استبدلت أقنعة الموت بأشياء أخرى في وقتنا الراهن؟ أتت الصورة الرقمية لتصنع الفارق، لكنها انتقلت من البحث في أسئلة الموت والملامح الأخيرة، إلى تكريس أكبر قدر للصور المبهجة لنا ولمن نحب، ولجميع المؤثرين على مر التاريخ، لماذا؟ ربما لأن ذاكرة الفرح، هي الذاكرة القابلة للاستثمار، أن تتكثف لتخلق حالة من السعادة وإن كانت لحظية، إلا أنها تجعلنا نجيب على سؤال «ماذا لو أنهم يعودون؟» بـ«قد يكونون معنا فعلاً».