2019-10-21
الشباب الإماراتي.. الوظائف وتحقيق الذات
تشرفتُ مؤخراً بلقاء مجموعة من فئة الشباب، كانوا أصغر مني بأكثر من 20 عاماً، وقد التقيت بهم بحكم عملي في ميدان الثقافة من جهة، ومن جهة أخرى لأنه قد بدا لي وجود عددٍ كبيرٍ من شبابنا الذين يبرعون بتأدية أعمالٍ ووظائف تُحدِثُ تأثيراً واختلافاً ملحوظاً في مجتمعنا.
أثار إعجابي شدة تفاؤلهم ونشاطهم، وكذلك إخلاصهم ودقة تركيزهم وصلابة عزيمتهم.. وحملني هذا اللقاء للرجوع بذاكرتي نحو الوراء، وأن أسترجع كيف كانت الأمور تجري في أوائل العشرينيات من عمري؛ وقتها كان التركيز كله منصباً على التحصيل العلمي والسعي الدؤوب للحصول على أعلى المؤهلات والدرجات العلمية، ولم يكن الحديث سائداً وقتها عن التوطين، وبالرغم من ذلك كان هناك توقع دائم بأنه بمقدورك كمواطن إمارتي الحصول على عمل أو وظيفة دائمة.
ما لم يكن واضحاً وقتها هو نوع العمل الذي ستؤديه أو المهام التي سيتوجب عليك القيام بها، إن لم تَخُنِّي ذاكرتي، كان من الصعب علينا أحياناً أن نشرح أن احتياجات الموظف لا تنحصر بالراتب والمزايا الوظيفية فقط، وأن هناك احتياجات أخرى ملحة جداً مثل الشعور بقيمة وأهمية العمل الوظيفي الذي نؤديه.
كثيراً ما كنتُ أتبادل مع أصدقائي قصصاً تدور أحداثها حول موظفين عندما التحقوا بعملهم تفاجأ أحدهم بأنه الشخص الوحيد الموجود في المكتب أو حتى في المبنى بأكمله، وراح يتساءل: أين ذهب الجميع؟ أين بقية الموظفين؟.. ربما كانت حركة النمو الاقتصادي أبطأ، أو التحديات الاقتصادية وقتها أقل صعوبة مما عليه الآن، أو ربما لم يكن هناك الكثير من العمل الواجب إنجازه.
أتذكر ذلك الشاب الذي كان مسؤولاً عن تلقي البريد الوارد، يجلس بجانبه زميله الذي كان مسؤولاً عن البريد الصادر، أتذكرهما بكل خير وآمل أن تكون أمورهم اليوم على أحسن ما يرام، ولكنني أتساءل: ما هو الإنجاز الذي تمكنوا من تحقيقه في حياتهم اليومية؟، وهل كان راتبهم الشهري كافياً لمنحهم حالة الرضا وحب الإنجاز الذي يسعى الإنسان لتحقيقه؟
وقد طَرحتُ هذا التساؤل على أحد المديرين الكِبار، فكان جوابه حاداً حيث قال لي: إنك تحصل على الراتب؛ هذا كل ما يجب عليك التفكير به.. يجب أن تكون ممتناً لذلك!
أقارن ذلك الموقف القديم بما يتمتع به الشباب الإماراتي اليوم من إمكانيات وخيارات غنية عميقة، يا لحظ شباب اليوم فقد أصبح بوسعهم اكتشاف قدراتهم وتوظيفها طوال اليوم وكل يوم. بالطبع توجد تحديات، وبكل تأكيد ليست الأمور بهذه البساطة، ولكن الحياة قد تغيرت وأصبح لها عمقٌ آخر، وأصبح من الممكن أن يكون العمل هادفاً ومحققاً للذات.
تشرفتُ مؤخراً بلقاء مجموعة من فئة الشباب، كانوا أصغر مني بأكثر من 20 عاماً، وقد التقيت بهم بحكم عملي في ميدان الثقافة من جهة، ومن جهة أخرى لأنه قد بدا لي وجود عددٍ كبيرٍ من شبابنا الذين يبرعون بتأدية أعمالٍ ووظائف تُحدِثُ تأثيراً واختلافاً ملحوظاً في مجتمعنا.
أثار إعجابي شدة تفاؤلهم ونشاطهم، وكذلك إخلاصهم ودقة تركيزهم وصلابة عزيمتهم.. وحملني هذا اللقاء للرجوع بذاكرتي نحو الوراء، وأن أسترجع كيف كانت الأمور تجري في أوائل العشرينيات من عمري؛ وقتها كان التركيز كله منصباً على التحصيل العلمي والسعي الدؤوب للحصول على أعلى المؤهلات والدرجات العلمية، ولم يكن الحديث سائداً وقتها عن التوطين، وبالرغم من ذلك كان هناك توقع دائم بأنه بمقدورك كمواطن إمارتي الحصول على عمل أو وظيفة دائمة.
ما لم يكن واضحاً وقتها هو نوع العمل الذي ستؤديه أو المهام التي سيتوجب عليك القيام بها، إن لم تَخُنِّي ذاكرتي، كان من الصعب علينا أحياناً أن نشرح أن احتياجات الموظف لا تنحصر بالراتب والمزايا الوظيفية فقط، وأن هناك احتياجات أخرى ملحة جداً مثل الشعور بقيمة وأهمية العمل الوظيفي الذي نؤديه.
كثيراً ما كنتُ أتبادل مع أصدقائي قصصاً تدور أحداثها حول موظفين عندما التحقوا بعملهم تفاجأ أحدهم بأنه الشخص الوحيد الموجود في المكتب أو حتى في المبنى بأكمله، وراح يتساءل: أين ذهب الجميع؟ أين بقية الموظفين؟.. ربما كانت حركة النمو الاقتصادي أبطأ، أو التحديات الاقتصادية وقتها أقل صعوبة مما عليه الآن، أو ربما لم يكن هناك الكثير من العمل الواجب إنجازه.
أتذكر ذلك الشاب الذي كان مسؤولاً عن تلقي البريد الوارد، يجلس بجانبه زميله الذي كان مسؤولاً عن البريد الصادر، أتذكرهما بكل خير وآمل أن تكون أمورهم اليوم على أحسن ما يرام، ولكنني أتساءل: ما هو الإنجاز الذي تمكنوا من تحقيقه في حياتهم اليومية؟، وهل كان راتبهم الشهري كافياً لمنحهم حالة الرضا وحب الإنجاز الذي يسعى الإنسان لتحقيقه؟
وقد طَرحتُ هذا التساؤل على أحد المديرين الكِبار، فكان جوابه حاداً حيث قال لي: إنك تحصل على الراتب؛ هذا كل ما يجب عليك التفكير به.. يجب أن تكون ممتناً لذلك!
أقارن ذلك الموقف القديم بما يتمتع به الشباب الإماراتي اليوم من إمكانيات وخيارات غنية عميقة، يا لحظ شباب اليوم فقد أصبح بوسعهم اكتشاف قدراتهم وتوظيفها طوال اليوم وكل يوم. بالطبع توجد تحديات، وبكل تأكيد ليست الأمور بهذه البساطة، ولكن الحياة قد تغيرت وأصبح لها عمقٌ آخر، وأصبح من الممكن أن يكون العمل هادفاً ومحققاً للذات.