2019-11-22
بعد أن أنهيت آخر حرف من الرواية التي أدهشتني وأرهقتني، حتى أُجبرت للعودة لمقدمتها وتقديمها، لأعي بعد رحلة الإبحار أي يمّ أبحرت فيه، وأي موج تقاذفني مرات، وأي عاصفة تشبثت في ضفائرها لأبقى على قيد الوعي.
أي امرأة هذه التي تأتي من عباءة الصحراء وثقافة مجتمع يضع قيوده وحدوده أسواراً عالية، ثم تقفز فوق كل شيء، وتحيل الأشواك جسوراً من حرف ونور لتكتب بصدق، غير آبهة بالإشارات الحمراء في مجتمعنا العربي؟
لا أعرف الروائية نورا المطيري إلا عبر جيشها في تويتر، وكتاباتها المدهشة المتمثلة في ميثولوجيا سياسية، ثم قادني إليها كروائية شغفي بالتوقف أمام الأرفف الصغيرة التي تتواجد في المطارات، والتي أدمن الوقوف أمامها بين سفر وآخر، ووجدت على أحدها روايتها «جملون».
كيف لنورا المطيري التي على امتداد البصر في بيئتها العربية تداهمها الأبراج الزجاجية، أو كثبان الرمال وصرير الريح، أن تكتب عن بيئة أخرى وأناس لم تألفهم وجبال غاباتها متشابكة وأخضرها لا شبيه له، وتفاصيل دقيقة لبيئة من هناك، حيث ندعوه الغرب، وأحداثها في قرية تقبع في ركن بعيد منه؟
رسمت الحياة الخضراء بحقولها وبساتينها وغيمها وسمائها وكل ما أبدع الله فيها، ثم تقمصت شخوص روايتها وجسدت أحلامهم وأطماعهم وشهواتهم وأخطاءهم، ورسمت نهاية فادحة دامية لبطلة القصة لم نكن لنتوقعها، فقد كنت بين الفينة والأخرى أرقب قدراً آخر تكتبه الروائية لبطلة روايتها (آفين)، لم أكن أود آن تغرس الحياة مخالبها في جسدها المنهك، ولكن مرأة كان حرياً بها الحياة وليس الموت انتحاراً.
لكن الكاتبة أرادت أن تقدم صورة حقيقية عن حقيقة العالم الذي يترصد بالنساء، وأرادت أن توضح كم هو عالم قاس، وكم المرأة مخلوق قد تهزمه الصعوبات وقهر الرجال وكيد النساء!
نورا التي كتبت بحرفية عالية وبآلية روائية برعت فيها أشد براعة، فإنها تعدت أسوار الممكن والممنوع في عالمنا العربي، وانطلقت تسبر أغوار الإنسان وتضع يدها على مواضيع قد لا تستطيع مثيلاتها أن تفعله بسهولة لمعوقات وأسباب قد تحكمهن.
وقفت نورا على الحياد في كل شخصية تناولتها، ومنحتنا صورة رائعة عن دور الروائي الذي يجس نبض الحياة، ويقدم واقعها بكل شفافية واقتدار، هذا هو الأدب الذي يدخل معترك الحياة ونطرب له.
أي امرأة هذه التي تأتي من عباءة الصحراء وثقافة مجتمع يضع قيوده وحدوده أسواراً عالية، ثم تقفز فوق كل شيء، وتحيل الأشواك جسوراً من حرف ونور لتكتب بصدق، غير آبهة بالإشارات الحمراء في مجتمعنا العربي؟
لا أعرف الروائية نورا المطيري إلا عبر جيشها في تويتر، وكتاباتها المدهشة المتمثلة في ميثولوجيا سياسية، ثم قادني إليها كروائية شغفي بالتوقف أمام الأرفف الصغيرة التي تتواجد في المطارات، والتي أدمن الوقوف أمامها بين سفر وآخر، ووجدت على أحدها روايتها «جملون».
كيف لنورا المطيري التي على امتداد البصر في بيئتها العربية تداهمها الأبراج الزجاجية، أو كثبان الرمال وصرير الريح، أن تكتب عن بيئة أخرى وأناس لم تألفهم وجبال غاباتها متشابكة وأخضرها لا شبيه له، وتفاصيل دقيقة لبيئة من هناك، حيث ندعوه الغرب، وأحداثها في قرية تقبع في ركن بعيد منه؟
رسمت الحياة الخضراء بحقولها وبساتينها وغيمها وسمائها وكل ما أبدع الله فيها، ثم تقمصت شخوص روايتها وجسدت أحلامهم وأطماعهم وشهواتهم وأخطاءهم، ورسمت نهاية فادحة دامية لبطلة القصة لم نكن لنتوقعها، فقد كنت بين الفينة والأخرى أرقب قدراً آخر تكتبه الروائية لبطلة روايتها (آفين)، لم أكن أود آن تغرس الحياة مخالبها في جسدها المنهك، ولكن مرأة كان حرياً بها الحياة وليس الموت انتحاراً.
لكن الكاتبة أرادت أن تقدم صورة حقيقية عن حقيقة العالم الذي يترصد بالنساء، وأرادت أن توضح كم هو عالم قاس، وكم المرأة مخلوق قد تهزمه الصعوبات وقهر الرجال وكيد النساء!
نورا التي كتبت بحرفية عالية وبآلية روائية برعت فيها أشد براعة، فإنها تعدت أسوار الممكن والممنوع في عالمنا العربي، وانطلقت تسبر أغوار الإنسان وتضع يدها على مواضيع قد لا تستطيع مثيلاتها أن تفعله بسهولة لمعوقات وأسباب قد تحكمهن.
وقفت نورا على الحياد في كل شخصية تناولتها، ومنحتنا صورة رائعة عن دور الروائي الذي يجس نبض الحياة، ويقدم واقعها بكل شفافية واقتدار، هذا هو الأدب الذي يدخل معترك الحياة ونطرب له.