لو أخبرت ساكي، لو قلت للسير أليكس فيرغسون أو فينغر أو سكولاري أو الملك كيني دالغليش أو يوهان كرويف أو مارتشيلو ليبي أو تحدثت مع المدربين العظماء في أوروبا بأن مترجماً سوف يصبح يوماً ما قائد سفينة أكبر فريق في أوروبا وسوف يحقق الإنجازات التي عجز عن تحقيقها كبار المدربين، سوف يضحكون عليك مراراً وتكراراً.
معجزة القرن الواحد والعشرين كروياً، هو الرجل الاستثنائي جوزيه مورينيو الذي نحت في صخرة كرة القدم وفي قوقعة كبار المدربين ودخل إلى عالمهم وكسر حاجزهم وتحول من مترجم في برشلونة رفقة السير الإنجليزي الراحل بوبي روبسون، والذي قال عنه: «هناك أمر أعجبني فيه، أي شيء أطلبه من اللاعبين أشعر بقوة دوماً أنه سيقول لهم ما قلته تماماً وبنفس الطريقة التي ذكرتها».
تحول إلى قائد بورتو للقب دوري أبطال أوروبا ومن ثم إلى مسطر الإنجازات مع تشيلسي وثلاثية تاريخية مع إنتر ميلان وكسر هيمنة برشلونة الساحر في فترة بيب غوارديولا مع ريال مدريد.
هو فقط جوزيه مورينيو الرجل الذي حقق دوري المؤتمر الأوروبي ليصبح أول مدرب يحقق لقباً أوروبياً مع نادي العاصمة الإيطالية، هو أول مدرب يحقق لقب دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي ودوري المؤتمر الأوروبي وهو أول مدرب في التاريخ يحمل ألقاباً أوروبية مع 4 فرق مختلفة.
فقط مورينيو حقق لقب دوري أبطال أوروبا مع بورتو عقب 17 عاماً من الغياب للفريق البرتغالي عن تحقيق اللقب وهو من توج مع تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي عقب 50 عاماً من الفشل في تحقيق اللقب، وهو من توج مع إنتر ميلان بلقب دوري أبطال أوروبا بعد 45 عاماً من الإخفاق في تحقيق الحلم، وتوج مع ريال مدريد بلقب كأس ملك إسبانيا بعد غياب 22 عاماً، وحقق معهم الدوري التاريخي بجمع 100 نقطة.
مورينيو مهما خفت ضوءه ونالت منه الأرقام والأقلام لكنه يبقى الصرح العظيم وجبل كرة القدم والرجل الذي أثبت أن هذه اللعبة محركها الأول هو الشغف ثم الشغف ثم الشغف ثم العمل الجاد.
ختاماً:
لا تسمح لهم قط أن يقول لك إنك انتهيت.. قاتل حتى المنهى، حتى الرمق الأخير، فلا تعلم متى وأين وكيف تصبح أساسياً وحجر زاوية في هذه الحياة
المزيد من المقالات للكاتب