بعد الشكر الكبير والشعور بالفخر والامتنان من قِبل عشاق أتلتيكو مدريد إلى ما تقدم من أداء أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، تأتي صحوة الخروج.. والكلام المباح.. عند صياح الديك وقدوم خطة الإصلاح.
شكراً دييغو سمويني على سنوات أسست ونافست وطاحنت الكبار، وحصدت وجمعت ولكن، نعم لا بد من كلمة لكن!
فالكثير من الأسود الهجومية تمتلك، لكن يروضها رجل بشخصية تفتقر إلى الشجاعة.
هكذا كان حال أتلتيكو مدريد على ملعب واندا ميتربوليتانو الفريق العاصمي الإسباني الذي دخل مواجهة مانشستر سيتي بمؤازرة جماهيرية هائلة لكن بقيادة مدرب يبحث دائماً عن إنقاذ مرماه من الاهتزاز أكثر من هز شباك منافسيه.
المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني هو من قرر حبس لاعبيه في المناطق الخلفية بدلاً من البحث عن الفكر الهجومي والبحث عن تعويض الهدف الذي سكن شباكه في مباراة ملعب الاتحاد.
سيميوني دخل مواجهة السيتي معتمداً على أنتوان غريزمان وجواو فيليكس هجومياً، بينما كلف توماس ليمار وكوكي وكوندوغبيا بأدواء دفاعية مستمرة بجانب أدوار الخماسي الدفاعي لورينتي ولودي وسافيتش وفيليبي ورينيلدو.
تاريخ المدرب الأرجنتيني مع أتلتيكو مدريد رائع دون شك فهو من صنع تاريخ النادي العاصمي الحديث، نعم نعترف بفضل المدرب على ناديه الحالي لكن عليه أن يتطور وأن يواكب ما يحدث في كرة القدم العالمية إذا أراد أن يتوج يوماً ما بلقب دوري أبطال أوروبا وأن يتفوق على عمالقة القارة.
أتلتيكو مدريد كذلك يجب أن يبحث عن كرة مغايرة لأن تلك الطريقة الدفاعية لم تعد تعطي أُكلها مثلما كان في السابق.
نعم السير أليكس فيرغسون قال أعطني دفاعاً جيداً تأتي البطولات.. لكن فيرغسون نفسه كان يقدم ليونايتد كرة قدم هجومية مع تواجد لاعبين أمثال نيستلروي وبيرسي ورونالدو وروني وتيفيز وبيكهام وتشيرنغهام ودوايت يورك واندي كول وسولشاير.. والقائمة تطول.
ما فعله فيرغسون مع الشياطين الحمر البريطانية هو الجمع بين قوة الهجوم الناري والصلابة الدفاعية بشكل متوازن وليس فقط التفكير في الدفاع مثلما يفعل سيميوني في الوقت الحالي مع الروخي بلانكوس، الدفاع الرائع يمنحك بطولات فقط بشرط أن تمتلك روح الفوز والنزعة الهجومية وهو ما ينقص سيميوني في الوقت الحالي.
ختاماً:
في تاريخ كرة القدم هناك العديد من المدربين غيّروا وجه تاريخ المستديرة، ولكن الأغلبية الكاسحة منهم كرينوس ميتشيلز ويوهان كرويف وساكي وبيب جوارديولا، اعتمدوا الفكر الهجومي وأمتعوا وحصدوا الكثير من الألقاب.